حقيقة البداء عند الشيعة : وعلى الجملة : فإن البداء - بالمعني الذي تقول به الشيعة الإمامية - هو من الإبداء ( الإظهار ) حقيقة ( 27 ) ، وإطلاق لفظ البداء عليه مبني على التنزيل والإطلاق بعلاقة المشاركة ، وقد أطلق بهذا المعنى في بعض الروايات من طرق أهل السنة . روى البخاري بإسناده عن أبي عمرة ، أن أبا هريرة حدثه أنة سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إن ثلاثة في بني إسرائيل : أبرص ، وأعمى ، وأقرع ، بدا لله عز وجل أن يبتليهم ن فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص . . . " ( 28 ) . وقد وقع نظير ذلك في كثير من الاستعمالات القرآنية : كقوله تعالى : " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا " ( 29 ) . وقوله تعالى : " لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا " ( 30 ) . وقوله تعالى : " لنبلوهم أيهم أحسن عملا " ( 31 ) .
27 - أنظر مادة " بدا " من : لسان العرب 14 / 65 والصحاح 6 / 2278 . ( م ) . 28 - صحيح البخاري 4 / 208 ( 4 / 146 باب ما ذكر عن بني إسرائيل ) . 29 - سورة الأنفال 66 : 8 . 30 - سورة الكهف 12 : 18 . 31 - سورة الكهف 7 : 18 .