بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد وهو المستعان إن الله جل شأنه قد اقتضت حكمته ولطفه بعباده - في دلالتهم على مقام إلهيته في علمه و قدره وإرادته - أن يجعل نظام العالم - في أحواله وأدواره ومواليده - مبنيا - نوعا - على قوانين الأسباب والتسبيب في المسببات ، المرتبطة بالغايات والحكم ، والدالة على قصدها . وهو الخالق للسبب والمسبب ، والجاعل للتسبيب ، وبيده الأسباب وتسبيباتها ، في وجودها وبقائها وتأثيرها ، وتحكيم بعضها على بعض ، فقد يعدم السبب ، وقد يبطل