نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 61
الفصل العاشر أدلة المنكرين للتحسين والتقبيح العقليين ذهبت الأشاعرة من المتكلمين إلى أن العقل عاجز عن درك حسن الأفعال وقبحها ، وفي كلامهم هذا تداع لكلام السوفسطائيين حيث كانوا ينكرون الحقائق العينية حتى وجودهم أنفسهم في ظل شبهات واهية . والذي يسهل الخطب أن الأشاعرة أكثر تعقلا من السوفسطائيين ، ولذلك لما واجهوا أدلة القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين ، وأدركوا بوجدانهم أن الإنكار المطلق أشبه بإنكار البديهيات ، حاولوا أن يبتكروا معاني متعددة للحسن والقبح أو ملاكات لهما ، فسلموا التحسين والتقبيح في بعض المعاني والملاكات دون بعض ، وقد جعلوا من بعض معانيه إدراك العقل استحقاق الفاعل الثواب والعقاب فأنكروه مع أنه لا صلة له بالبحث أبدا . وهؤلاء وإن رفعوا راية الإنكار ولكنهم تراجعوا عنها ، وقد سبق منا نقل كلام الفاضل القوشجي : أن الحسن والقبح بمعنى كون فعل كمالا كالعلم ، وكون فعل آخر نقصا كالجهل مما يدركه العقل ، كما أن اشتمال الفعل على المصلحة كالعدل ، أو المفسدة كالظلم مما يدركه العقل أيضا ، ثم أضاف معنى ثالثا ، وقال : ملائمة الفعل لغرض الفاعل ومنافرته غرضه كما في قتل زيد ، فإنه يؤمن
61
نام کتاب : رسالة في التحسين والتقبيح نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 61