نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 39
والمعرفة . إمعن النظر في هذه المقارنة البديعة التي يعقدها الإمام علي ( عليه السلام ) لكميل بن زياد النخعي حول تفضيل العلم على المال ، قال ( عليه السلام ) : ( يا كميل العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الانفاق ، وصنيع المال يزول بزواله . يا كميل بن زياد ، معرفة العلم دين يدان به ، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته ، وجميل الأحدوثة بعد وفاته ، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه . يا كميل ، هلك خزان الأموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ) [1] . ونتيجة لهذا الزاد المعرفي الغني ، انطلق الإنسان المسلم من أسر الجهل والتخلف إلى آفاق العلم الواسعة ، فأخذ يتأمل الظواهر الكونية ، ويكتشف أسرار الطبيعة ، من خلال المنهج التجريبي الذي وجهته عقيدته إليه ، وهو المنهج الذي قام عليه العلم الحديث . يقول : ( جب ) في كتابه : الاتجاهات الحديثة في الإسلام : " أعتقد أنه من المتفق عليه أن الملاحظة التفصيلية الدقيقة التي قام بها الباحثون المسلمون ، قد ساعدت على تقدم المعرفة العلمية مساعدة مادية ملموسة ، وأنه عن طريق هذه الملاحظات وصل المنهج التجريبي إلى