نام کتاب : دور العقيدة في بناء الإنسان نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 30
وطول هذه القلال ، وتفرق هذه اللغات والألسن المختلفات . . فالويل لمن أنكر المقدر ، وجحد المدبر ، زعموا أنهم كالنبات ما لهم زارع ، ولا لاختلاف صورهم صانع ، ولم يلجؤوا إلى حجة فيما ادعوا ، ولا تحقيق لما أوعوا . . وهل يكون بناء من غير بان ، أو جناية من غير جان ! ) [1] . ومن ناحية أخرى يثير القرآن الكريم في الأذهان دواعي التفكر الجاد والمثمر في ما يعرضه من معارف ، فمرة بصيغة الاستفهام الاستنكاري ، كقوله تعالى : * ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) * [2] . ومرة بصيغة النفي للتصورات الساذجة ، كقوله تعالى : * ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) * [3] . والمعروف أن مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) تجعل التفكر في ملكوت السماوات والأرض عبادة ، بل أفضل عبادة ، يقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته ) [4] . وكان أتباع هذه المدرسة العالية وتلامذتها يكثرون من هذه العبادة الفكرية التي تسهم بصورة فعالة في بناء الإنسان وإيصاله إلى مراتب عرفانية عالية . فعلى سبيل المثال ، كانت أكثر عبادة أبي ذر ( رحمه الله ) التفكر