responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي    جلد : 1  صفحه : 8


الباحث المتخصص ، تعلن بصراحة عن تزيف وتحريف تناول - بجرأة عجيبة - الكثير من أحاديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال الصحابة الناصحين ، فأخذ يعمل فيها هدما وتشويها .
ولعل حادثة الغدير - بما لها من قدسية عظيمة - كانت مرتعا خصبا لذوي النفوس العقيمة ، خضعت - وهذا لا يخفى - لأكبر عملية تزوير - قديما وحديثا - أرادت وبأي شكل كان أن تفرغ هذا الأمر السماوي من مصداقيته ومن محتواه الحقيقي ، وتحمله - مدا وجزرا - بين التكذيب الفاضح ، والتأويل المستهجن ، فكانت تلك السنوات العجاف بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وإلى يومنا هذا - حافلة بهذه التناقضات ، ومليئة بتلك المفارقات .
ولعل أم المصائب أن يأتي بعد أولئك القدماء جيل من الكتاب المعاصرين يأخذ ما وجده - رغم تناقضاته ومخالفته للعقل والمنطق - ويرسله إرسال المسلمات دون تمعن وبحث ، وكأن هذا الأمر ما كان أمرا سماويا وحتما إلهيا ، بل حالهم كأنه حال من حكى الله تعالى عنهم في كتابه العزيز حيث قال : ( قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) [1] .
فالجناية الكبرى التي كانت تستهدف الإمام علي عليه السلام ما كانت وليدة اليوم ولا الأمس القريب ، بقدر ما كان لها من الامتداد العميق الضارب في جذور التأريخ ، والذي كان متزامنا مع انبثاق نور الرسالة السماوية ، حيث توافقت ضمائر المفسدين - وإن اختلفت مرتكزاتها - لجر الديانة الإسلامية السمحاء إلى حيث ما آلت إليه الأديان السماوية السابقة من انحراف خطير وتشويه رهيب .
لأن من السذاجة بمكان أن تؤخذ كل جناية من هذه الجنايات على حدة ، وتناقش بمعزل عن غيرها ، وعن الصراع الدائم بين الخير والشر ، وبين النور والظلام ، وإلا فكيف يمكن للمرء أن يتصور أن الحبل يلقى على غاربه للمصلحين والمخلصين



[1] الزخرف 43 : 22 .

8

نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست