responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي    جلد : 1  صفحه : 51


الجواب عن السؤال الرابع .
وأما الحجة على أن لفظة " أولى " تفيد معنى الإمامة والرئاسة على الأمة ، وهو أنا نجد أهل اللغة لا يصفون بهذه اللفظة إلا من كان يملك تدبير ما وصف بأنه أولى به ، وتصريفه وينفذ فيه أمره ونهيه . ألا تراهم يقولون : إن السلطان أولى بإقامة الحدود من الرعية ، والمولى أولى بعبده ، والزوج أولى بامرأته ، وولد الميت أولى بميراثه من جميع أقاربه ، وقصدهم بذلك ما ذكرناه دون غيره .
وقد أجمع المفسرون على أن المراد بقوله سبحانه : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) [42] أنه أولى بتدبيرهم والقيام بأمورهم ، من حيث وجبت طاعته عليهم [43] .
وليس يشك أحد من العقلاء في أن من كان أولى بتدبير الخلق وأمرهم ونهيهم من كل أحد منهم ، فهو إمامهم المفترض الطاعة عليهم .
ووجه آخر :
ومما يوضح أن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يوجب لأمير المؤمنين عليه السلام بذلك منزلة الرئاسة والإمامة والتقدم على الكافة فيما يقتضيه فرض الطاعة ، أنه قررهم بلفظة " أولى " على أمر يستحقه عليهم من معناها ، ويستوجبه من مقتضاها ، وقد ثبت أنه يستحق في كونه أولى بالخلق من أنفسهم أنه الرئيس عليهم ، والنافذ الأمر فيهم ، والذي طاعته مفترضة على جميعهم ، فوجب أن يستحق أمير المؤمنين عليه السلام مثل ذلك بعينة ، لأنه جعل له منه مثل ما هو واجب له ، فكأنه قد قال : من كنت أولى به من نفسه في كذا وكذا فعلي أولى به من نفسه فيه .



[42] الأحزاب 6 : 33 .
[43] تفسير الطبري 77 : 21 ، الجامع لأحكام القرآن - للقرطبي - 122 : 14 ، التفسير الكبير - للفخر الرازي - 195 : 25 ، زاد المسير - لابن الجوزي - 352 : 6 .

51

نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست