responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي    جلد : 1  صفحه : 17


الدولة العباسة وتبعثر أوصالها [1] كنتيجة منطقية لحالات الضعف المتوالية التي أوجدها أسلوب الحكم الخاطئ وفساد سدنته ورموزه ، واستشراء ذلك في عموم أجهزته بشكل معلن غير خفي ، كل ذلك أدى إلى انحسار ظل هذه الدولة المقيت ، وتراخي حلقاتها التي كانت أشد إحكاما على الشيعة وأئمتهم وعلمائهم ، فكان ذلك إيذانا بفتح أبواب الاحتدام الفكري على مصراعيه قبالة دعاة المذاهب المختلفة وروادها والتي كانت تموج بها الساحة الإسلامية آنذاك .
والتأمل العابر لمجمل التراث الفكري والعقائدي الذي تمخضت عنه تلك الحقبة الخصبة والمعطاء يظهر بجلاء أبعاد تلك المناظرات وأشكالها المختلفة وما تتسم به ، فالجدال في مسائل الجبر والاختيار ، والقدم والحدوث ، وصفات الله تعالى ، والإمامة ، والعصمة ، والنص والاختيار ، وغير ذلك من المباحث التي لا يعسر على أحد إدراكها ومعرفتها ، يعد السمة الغالبة للمناهج الفكرية الطاغية على حلقات البحث ومطاوي الكتب ، والتي تتطلب إحاطة واسعة بالكثير من تلك العلوم من قبل المناظر والباحث ، وهذا ما وفق إليه علماء الشيعة ومفكروها بشكل واضح جلي .
حقا لقد كانت الساحة الفكرية وحتى عصر قريب من هذا العصر - وإلى حد ما - حكرا على فريقين متعارضين تناطحا طويلا فيما بينهما ، واقتسما - بفعل تقديم وتأخير السلطة لا حدهما على الآخر بين آونة وأخرى لأغراض وأسباب شتى - تلك الساحة ، بيد إن ما ذكرناه من حالة تراخي قبضة السلطة عن علماء الشيعة ومفكريهم ، وتعاطف البويهيين - الذي أحكموا قبضتهم على بغداد آنذاك -



[1] استقلت الكثير من المدن الإسلامية الكبرى أبان تلك الحقبة عن الحكومة المركزية التي لم يعد لها سوى وجود رمزي في بغداد ، فقد استقلت الموصل وأطرافها بأيدي الحمدانيين ، واستقل بنو بويه بفارس والري وأصفهان والجبل ، وأما خراسان فكانت حصة السامانيين ، والأهواز والبصرة وواسط للبريدين ، والبحرين للقرامطة ، وطبرستان للديلم ، وكرمان لمحمد بن إلياس .

17

نام کتاب : دليل النص بخبر الغدير نویسنده : أبي الفتح الكراجكي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست