وقال أبو نعيم : جار المسجد أربعين سنة لم ير في جمعة ولا جماعة . وقال ابن عيينة : كان بيهسيّا ، فلم أذهب إليه ، ولم أقربه . وتركه زائدة لمذهبه [1] . يب : قال محمّد بن يحيى : كان بيهسيّا ممّن يبغض عليّا عليه السّلام . والبيهسية : طائفة من الخوارج ينسبون إلى رأسهم أبي بيهس [2] . أقول : لو كان ذلك الجفاء للجمعة والجماعة ممّن يتّهمونه بالتشيّع ، لنالوه بكلّ سوء ، وبلغوا به كلّ مبلغ ! ولكن هوّن عليهم ذلك ، وبغضه لعثمان ، أنّه يبغض إمام المتّقين ،
[1] نسب هذا القول في ميزان الاعتدال إلى يحيى القطَّان ، وفي تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال إلى أحمد بن حنبل ؛ فلاحظ . [2] واسمه : الهيصم بن جابر ، وهو أحد بني سعد بن ضبيعة ، وهو رأس فرقة من طوائف الخوارج من الصفريّة ، وقد كان الحجّاج طلبه أيّام الوليد فهرب إلى المدينة ، فطلبه بها عثمان بن حيّان المرّي والي المدينة ، فظفر به وحبسه ، وكان يسامره إلى أن ورد كتاب الوليد بأن يقطع يديه ورجليه ، ثمّ يقتله ؛ ففعل ذلك به . انظر : مقالات الإسلاميّين : 113 ، الفرق بين الفرق : 77 و 87 ، الفصل في الملل والأهواء والنحل 3 / 126 ، الملل والنحل 1 / 121 .