نام کتاب : دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة نویسنده : السيد حسين الرجا جلد : 1 صفحه : 388
آفته التي تصرعه ودواؤها عندهم ، وعلى رغم ذلك كله فإنهم يتعاملون معه كمجنون أو مصروع فيطؤون عنقه بأرجلهم ويضربونه بالنعال بحجة العادة الموروثة عندهم أن مثل هذا يضرب بمثل هذا . وليس العجب من وطئ الصحابة على عنق أبي هريرة وضربه بالنعال لأنه من المستساغ عندهم ضرب المجنون والمصروع ليخرج منه الجن فيفيق وقد أشار بن القيم الجوزية " ت 751 ه " إلى مثل هذا الاعتقاد في كتابه " الروح " في أخر المسألة التاسعة عشرة وهو في معرض الدفاع عن جسمية الروح وإن الجسم اللطيف يدخل في الكثيف ويسري فيه قائلا : " منها دخول الماء في العود والسحاب ودخول النار في الحديد ودخول الغذاء في جميع أجزاء البدن ودخول الجن في المصروع " ( 1 ) . واحتج لذلك في الطب النبوي فصل علاج المصروع بعد أن قسمه إلى صرع الأرواح وصرع الأخلاط - بالحديث الذي أورده بلا سند عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " وأورد عن شيخه بأنه " يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول : قال لك الشيخ اخرجي فإنه هذا لا يحل لك فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع ولا يحس بألم وقد شاهدنا - نحن وغيرنا - منه ذلك مرارا " ( 2 ) . وإنما العجب من التاريخ حيث لم يذكر الأسباب التي كممت فاه أبي هريرة فلم يشتك لرسول الله قصة وطأه بالنعال ورسول الله نفسه لم يزجر