نام کتاب : دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة نویسنده : السيد حسين الرجا جلد : 1 صفحه : 365
وهذا بخلاف الموحدين في الجاهلية فإنهم معذورون عند الله في ما سوى التوحيد من التكاليف العملية وبالأخص مجهولة العلة حيث لا مناط ولا استقلالية للعقل بها ، وبكلمة أن العقل عاجز عن الإدراك بأن عملا تعبديا ذا كيفية معينة وشرائط مخصوصة وأوقات معلومة هو مراد لله حتى يبعث رسولا . وبناء على هذا المفهوم وانطلاقا منه فإن الموحدين من أهل الجاهلية ينزل عليهم قول القائل : بأن أهل الفترة ناجون فيما لا يدركه العقل ولم ينذر به المرسلون ، ويتنزل على المشركين منهم ما رواه أبو داود في باب ذراري المشركين بسنده عن أنس بن مالك : " إن رجلا قال يا رسول الله : أين أبي ؟ قال أبوك في النار " ( 1 ) . وأما ما رواه أحمد في ذيل الحديث المروي بسنده عن الأسود بن سريع أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار قال : فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ) ( 2 ) . فمحمول على المشركين منهم كما في رواية أبي داود ولا مانع من امتحانهم لإظهار الحجة عليهم . وأما ما يعتقده أخوتنا أهل السنة من نجاة أهل الفترة وحدوا أم أشركوا معتلين بقوله تعالى * ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) * ( 3 ) هو غير منسجم مع
1 - سنن أبي داود ج 2 ح 4718 ص 642 ت ، كمال يوسف الحوت . 2 - مسند أحمد ج 4 ح 15866 ص 602 . 3 - سورة الإسراء آية 15 .
365
نام کتاب : دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة نویسنده : السيد حسين الرجا جلد : 1 صفحه : 365