نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 233
فدقق فيه : " فإن قال الذاب عن علي : هؤلاء الذين قاتلهم علي كانوا بغاة ، فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار بن ياسر - رضي الله عنه - تقتلك الفئة الباغية ، وهم قتلوا عمارا . فههنا للناس أقوال ، منهم : من قدح في حديث عمار . ومنهم : من تأوله على أن الباغي : الطالب . وهو تأويل ضعيف . وأما السلف والأئمة فيقول أكثرهم ، كأبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم : لم يوجد شرط قتال الطائفة الباغية ، فإن الله لم يأمر بقتالها ابتداء ، بل أمر إذا اقتتلت طائفتان أن يصلح بينهما ، ثم إن بغت إحداهما على الأخرى قوتلت التي تبغي ، وهؤلاء قوتلوا ابتداء قبل أن يبدؤوا بقتال ، ولهذا كان هذا القتال عند أحمد وغيره - كمالك - قتال فتنة ، وأبو حنيفة يقول : لا يجوز قتال البغاة حتى يبدؤوا بقتال الإمام ، وهؤلاء لم يبدؤوه . وأما قتال الخوارج فهو ثابت بالنص والإجماع " [1] . فماذا تفهم من هذا الكلام ؟ الآية المباركة لا تجوز قتال من لم يبدأ بالقتال ، والذين قاتلهم علي في صفين والجمل لم يبدؤوا بل علي هو البادي ؟ فإما أن يكون ظالما متهورا في إراقة الدماء ، وإما أن يكون جاهلا بمعنى الآية المباركة ! ! والأئمة الذين قالوا كذلك أعلم منه ! ثم إنه يقول هذا ، وكأن عدم بدء الناكثين والقاسطين بالقتال ، أمر ثابت مفروغ منه . هذا بالنسبة إلى الآية . وأما الحديث فقد ذكر في الجواب عنه وجهين