نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 187
واضطرب كلامه ، فتارة أنكر تخلف غير سعد وقال : " قد علم بالتواتر أنه لم يتخلف عن بيعته إلا سعد بن عبادة " [1] . وأخرى اعترف بتخلف غير سعد بصراحة حيث قال : " لم يتخلف عنها إلا نفر يسير كسعد بن عبادة " [2] . وقال في الكلام عن من تخلف عن بيعة علي : " وأما من تخلف عن مبايعته فعذرهم في ذلك أظهر من عذر سعد بن عبادة وغيره لما تخلفوا عن بيعة أبي بكر ، وإن كان لم يستقر تخلف أحد إلا سعد وحده ، وأما علي وغيره فبايعوا الصديق بلا خلاف بين الناس ، لكن قيل : إنهم تأخروا عن مبايعته ستة أشهر ثم بايعوه " [3] . ففي هذا الكلام يعترف بتخلف غير سعد ، وهم أمير المؤمنين وغيره ، فيصرح بأنهم تأخروا عن مبايعته ستة أشهر ، مع نسبة هذا الخبر - وهو الذي أخرجه البخاري من طريق الزهري - إلى " القيل " . . . وقد جاء في هذا الخبر أنهم إنما بايعوه بعد أن توفيت الزهراء الطاهرة وأعرضت وجوه الناس عن علي عليه السلام ، فاضطروا إلى البيعة . . . لكن ابن تيمية لا ينقل هذا الحديث الصريح في كون بيعتهم - وذلك بعد ستة أشهر - عن اضطرار وإكراه ! بل يعبر عن موقفهم هذا ب " التأخر " ويجعل " التخلف " مختصا بسعد بن عبادة ! ! لكن العجب أنه في موضع آخر يناقض نفسه ، فيزعم أن سعدا أذعن لأبي بكر بالإمارة ، وهذا عين كلامه : " بل قد روى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مسند الصديق عن عفان ، عن أبي عوانة ، عن داود بن عبد الله الأزدي ، عن حميد بن عبد الرحمن - هو الحميري - فذكر حديث السقيفة وفيه : إن الصديق قال : ولقد علمت يا سعد أن
[1] منهاج السنة 8 / 330 . [2] منهاج السنة 4 / 325 . [3] منهاج السنة 4 / 388 .
187
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 187