نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 216
ولا يتعظون ، في حين أن إيلام أولادهم أو أقربائهم من غير المكلفين ، أو إيلام البهائم التي تقع في متناول حواسهم ، هو الذي يؤثر فيهم ، فيجعلهم يتعظون ويرتدعون عن غيهم وانحرافهم ، وهذا شئ يذعن له من تعقل وتأمل . وإذا صح هذا ، ارتفع العبث عن إيلام غير المكلفين من الأطفال والبهائم . ولكن . . . قد يكون الفعل حكيما ، إلا أنه مع ذلك ظلم . فهذا الإيلام المؤدي إلى حكمة إلى حكمة الاعتبار ، قد يكون ظلما ، إذا تجرد عن ثاني الأمرين ، اللذين ذكرت قبل قليل ، ضرورة توفرهما فيه . فما هو هذا الأمر الثاني ؟ الثاني : العوض . وهو النفع المستحق الخالي عن تعظيم وتبجيل [1] . فالله سبحانه عندما يوقع الإيلام بغير المكلفين لحكمة الاعتبار والاتعاظ من قبل المكلفين ، لا يتركهم مع ذلك الإيلام من غير عوض لاستلزام ذلك الظلم . والعوض ، إما أن يكون جلب نفع دنيوي أو أخروي ، أو دفع ضرر دنيوي أو أخروي . بشرط زيادته على مفسدة الإيلام أضعافا . بحيث لو مثل العوض والألم للمؤلم وخير بين الألم مع عوضه أو العافية لاختار الألم . . . [2] .
[1] قواعد المرام للفيلسوف ميثم بن البحراني ص 119 . [2] قواعد المرام للفيلسوف ميثم بن البحراني ص 119 .
216
نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 216