نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 207
الإله الحكيم . ولذا اضطر مفكروها إلى الالتزام بالإثنينية ، فجعلوا للشر إلها خاصا ، أطلقوا عليه لفظ أهرمن الذي سوف تكون نهايته - في نظرهم - محتومة ، والقضاء عليه مبرما بعد صراع مرير مع إله الخير . والمسيحية ، حملت الإنسان تبعة هذه الشرور ، باعتبار ارتكابه متمثلا في أبيه آدم الخطيئة الأولى ، حيث ورثها بنوه عنه ، وورثوا معها تبعاتها . ومن الفلاسفة من اعتبر الشر اعتبارا إنسانيا محضا أضفاه تصوره الضيق المحدود ، وحاول أن يخضع أحداث الكون الكبرى لمثل هذه التصور والتقييم الضيقين . وانطلاقا من ذلك نرى اسبينوزا [1] ، يرفض فكرة الشر ، كما يرفض فكرة الخير أيضا . فإن للكون نواميس يجري على وفقها ، وقوانين تحكمه ، ومن غير المنطقي أن تكون تلك النواميس وهذه القوانين ، مطابقة تماما لمشتهيات الإنسان ورغباته ، وإلا فليتمرد على هذه وتلك إن استطاع . ب - الآلام بنظر المسلمين : وكما واجه حكماء الزرادشتية ، والمسيحية ، والفلاسفة المحدثون مشكلة الشرور والآلام ، واجهها أيضا فلاسفة الإسلام ومتكلموه على آراء يمكن أن يكون أهمها ثلاثة .