نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 191
في الله أيضا كذلك . فيتم ما قاله هؤلاء ، من الله أن قادر بقدرة ، عالم بعلم وهكذا . نقاش وتفنيد : والواقع ، أن هذا الدليل ، واضح الفساد ، لأنه يقوم على القياس ، من دون أن يكون أي جامع بين المقيس الذي هو الله سبحانه ، والمقيس عليه الذي هو الإنسان . وكيف يمكن أن نقيس الواجب على الممكن ، والقديم على الحادث ؟ مع أن الواجب سبحانه لا يشبه شيئا من مخلوقاته ، كما لا يشبهه منها شئ ؟ وإذا لم يكن أي تشابه وأدنى ملابسة بين المقيس والمقيس عليه ، يكون القياس حتى عند القائلين به فاسدا . أبو هاشم المعتزلي والقول بأن صفات الله أحوال : وما ذهب إليه أبو هاشم ، من إثبات الأحوال له سبحانه ، وان هذه الأحوال لا موجودة ولا معدومة ، فواضح البطلان ، لأن العقل قاض بأنه لا واسطة بين الوجود والعدم وأن الثبوت هو الوجود ومرادف له وان العدم والنفي مترادفان [1] . النتيجة : يتضح من كل ما تقدم في هذا الفصل ، أن الله سبحانه واحد لا شريك له ، بسيط لا تركيب فيه ، وأنه لا مغايرة بين ذاته وصفاته ، بل انها عين ذاته ، متحدة معها . كما ذهب إليه الإمامية وبعض المعتزلة .