وسئل البعض أيضاً : وفقاً لرأيكم ( الغاية تنظِّف الوسيلة ) لو أنّ شخصاً يعمل في تهريب المخدرات ويقدم من الربح دعماً للعمل الإسلامي لرفع راية الحق ، فهل يجوز له ذلك ؟ فأجاب : " هذا غير ما قلناه . لقد تحدثنا عن القضية التي تتوقف عليها الحياة ، أما هذا المثل فإنه يشبه قول الشاعر : لك الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي ! ! كمطعمة الأيتام من كدّ فرجها لا تدعم العمل الإسلامي بهذه الطريقة ، فالعمل الإسلامي الذي يتوقف على تهريب المخدرات وعلى بيع الخمور هل تراه يكون عملاً إسلامياً ؟ ! " [1] . وقفة قصيرة 1 - إننا قبل أن نسجل بعض تحفظاتنا على هذا المنحى الخطير ، نودُّ التعبير عن رغبتنا الأكيدة والشديدة في أن لا يلجأ هذا البعض إلى نظريته في أن ( الغاية تنظف الوسيلة ) فيما نناقشه فيه من أمر الدين والعقيدة ، وفي تعامله مع الناس . . ومع العلماء . . وفيما يطرحه في وسائل الإعلام التي تقع تحت اختياره ، أو يوفّرها له محبّوه في داخل لبنان وخارجه . . سواء في ذلك المنابر ، والمؤتمرات ، والإذاعات ، وأجهزة التلفزيون ، أو الجرائد أو المجلات - حتى تلك المجلة الخلاعية التركية التي أجرت مقابلة معه ، ونشرت صورته على صفحاتها ، وهو يهدي صورته لمراسلها . . فإن اعتماده على نظريته هذه في هذا الأمر ، لسوف يفقد كل أقواله ومواقفه مصداقيتها ، ويفقد الحوار معه معناه ، ومغزاه ، وجدواه . وعلينا أن لا ننتظر أية نتائج إيجابية على مستوى التأكد من رجوعه إلى الصواب والتزامه به . 2 - إن هذا البعض قد خلط مسائل العام والخاص بمسائل التزاحم ، وبمسائل اجتماع الأمر والنهي وغيرها ، ونوضح ذلك في ضمن النقاط التالية : الف : إننا لا نريد أن نناقش هذا البعض في صحة تعابيره وسلامتها حيث قال : " إذا تعارض حكمان شرعيان ، يأمرنا أحدهما بشيء ، وينهانا الآخر عنه ، ولم يكن هناك مجال لامتثالهما معاً " .