نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 534
عملية تتصل بحركة هذا الشخص في الحياة ، على حد تعابير هذا البعض . وذلك يعني : أنه لولا أن فاطمة ( عليها السلام ) قد عالجت هذا الفراغ الذي كان يعاني - أو يشكو منه النبي ( صلى الله عليه وآله ) على حد تعبيره . . فمن الممكن أن يؤثر هذا الفراغ العاطفي الذي عاشه النبي ( صلى الله عليه وآله ) على حد تعبير هذا البعض في طفولته على طريقته في الحياة ، وفي علاقاته ، وفي كل حركة العمل ، لأن هذا الأمر ليس مجرد حركة عاطفية تتصل بالشخص ، ولكنه حركة عملية تتصل بحركة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الحياة . هذا ، ونتمنى على القارئ الكريم أن لا يكتفي بما ذكرناه هنا عن مراجعة ما ذكرناه حول هذا الموضوع في الموضع الآخر . 2 - وأما ما ذكره من أمر الستار والقلادة فنحن نجل سيدة النساء عن ذلك ، ونقول : أولاً : قد ذكر في نص آخر : أن هذه القضية إنما كانت للنبي ( ص ) مع بعض زوجاته [1] . وقد أشار إلى ذلك الإمام علي عليه السلام ، كما ورد في نهج البلاغة [2] . ولم تكن الزهراء لتعمل أي عمل يكرهه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي المعصومة الطاهرة بنص القرآن الكريم . . ثانياً : لعل هذا البعض يعتبر الزهراء جاهلة بأن التزين بمتاع الحياة الدنيا مما لا ينبغي لها ، مع أنه قد جاء التحذير تلو التحذير في كتاب الله تعالى ، وعلى لسان رسوله الكريم ( ص ) عن الاغترار بالدنيا ، والميل إلى زخارفها . أما نحن فنقول : إن تقوى الزهراء ( عليها السلام ) وعقلها ، وكمالها ، وزهدها والتزامها الدقيق بما يحبه الله تعالى يمنعها من فعل ذلك . . ولأجل ذلك . . فإنها لا تترك ما تتركه لمجرد أنه مما يزعج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . فإنها قد وعت الآيات القرآنية التي تحذر من التعلق بالدنيا ، وزخارفها ، كأعمق ما يكون الوعي ، وسمعت زواجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن
[1] كنز العمال : ج 15 ص 404 عن أحمد ، وأبي داود ، والبيهقي والنسائي . [2] نهج البلاغة : ج 2 ص 155 - الخطبة رقم 155 ( ط الإستقامة ) .
534
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 534