responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 438


إن هذه الآيات وأمثالها قد توحي بأن هناك شيئا ما يخطر بالبال ، ولكنه لا يثبت في النفس بل يطفو على سطح بعض الممارسات ، ثم ينتهي بشكل حاسم . . من دون أن يسيء إلى فكرة العصمة في الذات ، أو العصمة في التبليغ ، لأن تأثر الإنسان بما حوله في مسائل الخطورات الذهنية السريعة الطارئة ، تماماً ، كما هو تأثره بما حوله من الروائح الطيبة أو النتنة ، أو بما تثيره الأطعمة اللذيذة القريبة منه ، من افرازات جسدية في حالة الجوع ، أو الاشتهاء . . فان العصمة ، لا تلغي العنصر الإنساني الذاتي في شخصيته ، بل تلغي الحركة المنحرفة في خط العقيدة التي يعتقدها ، والفكرة التي يتبناها ، والكلمة التي يقولها ، والحركة التي يتحرك فيها . .
ربما يكون هذا الذي عرضناه تفسيرا للآيات ، فيما نستوحيه من معناها ، لأنه يتناسب مع طبيعة الأسلوب والكلمات الذي يؤكد أن الشيء الآتي من الشيطان يدخل في عمق الأمنية في داخل الذات ، لا أنه يتحرك في دائرة الآخرين الذين يعيشون أجواء الرسالة بحيث يكون الإلقاء حركة في خط الأمنية في خط الآخرين ، كما أنه لا يتنافى مع الشخصية النبوية الرسالية في التزامها بالتوحيد وإصرارها عليه ، وابتعادها عن كل الإيحاءات والكلمات التي تتنافى معه ، حتى بنحو الغفلة والسهو . . والله العالم بحقائق آياته .
( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) ويزيله من فكر النبي أو الرسول وقلبه ، حتى لا يبقى منه أي أثر سلبي على حركة الرسالة في الفكرة والأسلوب ، لأن الله يتعهد رسله بالرعاية في مشاعرهم وأفكارهم ، كما يتعهدهم في حياتهم وحركتهم في خط الرسالة ، وذلك من خلال رعايته لرسالته من خلالهم ( ثم يحكم الله آياته ) ويثبتها فلا يدع أي مجال للريب فيها ، من أية جهة كانت ، وذلك من خلال ألطافه التي يغدقها على رسوله ، فيمنع - بذلك أي تحريف للكلمة ، وأي زيادة فيها ، لأن ذلك هو السبيل لإحكام الآيات على أساس الثقة الشاملة بموافقتها للوحي الإلهي " .
إلى أن يقول :
" ( ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ) من الكفر أو النفاق ( والقاسية قلوبهم ) الذين تحجرت قلوبهم بالجهل والتخلف حتى لم تعد تنفتح على شيء من الفكر الحق ، وتجمدت مشاعرها بالغلظة والقسوة ، حتى لم تعد تنبض بالرحمة والخير . وذلك من خلال هذه الأجواء التي تثيرها الأساليب المتنوعة في الطبيعة الإيحائية لحركة النبي في الساحة . . حيث تأخذهم العزة بالإثم من جهة ، باعتبار ذلك مظهر قوة

438

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست