responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 363


فلو فرضنا جدلاً : أنهم يستسلمون لنقاط الضعف البشري ، فمن أين استنتج أنهم يختلفون في درجات الاستسلام هذه تبعاً لدرجاتهم ، فما هي القرينة في الآية المباركة التي تدل على ذلك ؟ فالآية قد جاءت خطابا للنبي ( ص ) وهي تدل إذن على أن ذلك ممكن في حق نبينا ( ص ) كما هو ممكن في حق يونس ( ع ) مع علمنا باختلاف الدرجة فيما بينهما .
هذا بالإضافة إلى أن هذا البعض يزعم عدم ثبوت تفضيل النبي ( ص ) على سائر الأنبياء [1] . ثم يشرح حقيقة ما فضل الله به بعض الأنبياء على بعض فيقول :
" . . ( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ) [2] فيما ميزناهم به من مواقع العمل ، وطبيعة المعجزة ، ونوعية الكتب ، من قاعدة الحكمة التي أقام الله عليها الحياة " [3] .
3 ً - ولفت نظرنا أيضا ما زعمه من أن استعجال يونس العذاب لقومه ، إنما هو لأن صدره قد ضاق بتكذيبهم .
فهل ذلك يعني أن يونس عليه السلام كان متسرعا ، وأن المسألة قد انطلقت من ضعف يونس الذي ألجأه إلى مواجهة ألوف من الناس بالعذاب الماحق ، وبالخطر الداهم والساحق ، الأمر الذي يعني أن قومه قد ذهبوا ضحية ضعفه البشري . ؟ !
وهذه تهمة خطيرة في حق أنبياء الله صلوات الله عليهم .
والأدهى من ذلك أن الله سبحانه قد جارى نبيه هذا الضعيف في ذلك حتى رأوا نذير العذاب بالفعل . .
4 ً - ثم هو ينسب إلى نبي من أنبياء الله أنه لم يصبر على الامتداد في تبليغ الرسالة ، حتى تبلغ مداها في تحقيق شروط النجاح أو نهاية التجربة .
وهذا معناه تسجيل تهمة على هذا النبي أنه لم يقم بمهمة التبليغ الرسالي على الوجه الأكمل والأمثل ، لأنه لم يصبر على الرسالة لتحقق شروط النجاح . مع أنه هو نفسه يسلم بعصمة النبي في مقام التبليغ ، ولا بد أن يكون ذلك يشمل صورتي الخطأ والتقصير في التبليغ على حد سواء .



[1] راجع : من وحي القرآن : الطبعة الأولى ، ج 5 الصفحات 8 - 14 - 15 .
[2] سورة الإسراء الآية 55 .
[3] من وحي القرآن ج 14 ص 157 .

363

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست