أولاً : إن اللغة العلمية هي بطبيعتها لغة جافة ، لأنها تسعى إلى وضع النقاط على الحروف ، بصراحة تامة ، وبأمانة ودقّة . ثانياً : إننا نرتاب كثيراً في صدقية كثير من الألقاب والمقامات والقداسات التي يحاط بها بعض الناس ، ويتخذون منها ذريعة لمنع الناس من توجيه النقد ، وحتى الاتهام المستند إلى الوقائع ، وإلى الشواهد المكتوبة وغيرها . . التي يعطيها ذلك البعض لنفسه . . بل نقطع بما لا نحب التصريح به في هذا المجال . . ثالثاً : إنه لا مجال لمجاملة من يجترئ على مقامات الأنبياء والأوصياء ، ويسعى لاقتحام مسلمات الدين والعقيدة والمذهب ، ولا يصح : تعظيمه وتبجيله ، وهو يصف الأنبياء بكثير من أوصاف المهانة ، ويصورهم بصورة ، هي أقرب إلى صورة المتخلفين عقلياً منها إلى صورة الإنسان العادي حتى إن شيخ الأنبياء فيها عنده بدرجة من السذاجة أنه ينظر إلى السماء نظرة حائرة بلهاء . مع أنهم هم الذين اصطفاهم الله لرسالاته ، وانتجبهم ، واختارهم ليكونوا الأسوة والقدوة ، والقادة ، والهداة للعباد و . . وقدّمهم على أنهم الإنسان النموذج ، والأكمل والأفضل والأرقى ، والأمثل . . إن الصورة التي يقدّمها هذا البعض للأنبياء قد تجعل الانسان العادي يعيد النظر في ما عرّفه وهداه إليه عقله عن الذات الإلهية ، فيظن بالله الظنون - والعياذ بالله - فينسب إليه الجهل بمخلوقاته . . أو العمل على غشهم ، وعدم النصيحة لهم . حيث يختار أناساً غير لائقين بما يختارهم له . وإن ما نورده في هذا الكتاب من مقولات هذا البعض يوضح هذه الحقيقة بجلاء تام . هذا كله . . عدا عما يصف به هذا البعض أئمة الدين ، وأولياء الله . وكذلك ما يصف به السيدة الزهراء عليها السلام ، مما سيمر على القارئ الكريم بعضه أيضاً في قسم مستقل إن شاء الله تعالى . . والحمد لله رب العالمين . جعفر مرتضى العاملي