نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 214
وهي أيضا تجّسد معنى القيادة المطلوبة والصالحة لتحقيق هدف كهذا ، حتى إن طائراً وهو الهدهد يضطلع بدورٍ حيويٍ ، وفي مستوى مُلك بأسره ، وكما أن أحد الحاضرين في مجلس سليمان يأتي بعرش بلقيس - بواسطة العلم الذي عنده من الكتاب - قبل أن يرتد الطرف . كما أن هذه الشواهد القرآنية وتلك الكرامات والمعجزات النبوية قد رسخّت هذه الحقيقة . سواء بالنسبة لدور الإنسان في الكون وتعاطيه معه ، أو بالنسبة إلى حقائق راهنة لا بد أن تأخذ دورها وحقّها ويحسب حسابها على مستوى التخطيط وعلى مستوى الممارسة . أو بالنسبة إلى الدور الذي لا بد لهذه القيادة أن تضطلع به في مقام الرعاية التامة ، والهداية العامة . وما يتطلبه ذلك من طاقات ، ومن إمكانات ومواصفات قيادية خاصة ومتنوعة ، لا تحصل إلا بالرعاية والتربية الإلهية لها ، ولا تكون إلا في نبي أو في وصي . وتصبح معرفة لغات الحيوانات ، والوقوف على كثير من أسرار الخلقة ، ونواميس الطبيعة ضرورة لا بد منها لهذه القيادة التي لا بد أن ترعى ، وتوازن ، وتربي ، وتحفظ ، لكل شيء حقه ، وكيانه ودوره في الحياة ، حيث لا بدّ لها من التدخل المباشر ، في أحيان كثيرة لحسم الموقف ، ولحفظ سلامة المسار ، كما لا بد لها من توجيه الطاقات والاستفادة منها في الوقت المناسب وفي الموقع المناسب بصورة قويمة ، وسليمة ، كما كان الحال بالنسبة لنبي الله داود أو نبي الله سليمان عليهما وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام . النقاط على الحروف وبذلك يتضح : أنه لا بديل عن قيادة المعصوم إذ إن كل القيادات الأخرى حتى إذا كانت عادلة لن يكون لها أكثر من دور الشرطي الذي ينجح في درء الفتنة حينا ، ويفشل أحيانا . أما إذا كانت قيادة منحرفة ، فهناك الكارثة الكبرى التي عبّرت عنها الكلمة المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام حيث يقول : ( أسدٌ
214
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 214