نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 198
أو تختزن في مضمونها ادعاء القدرات الغيبية ، أو العمق الإلهي الذي يمكنه من تحقيق ذلك . . لقد كان النبي يعلن دائما أنه بشر يحمل الرسالة ، مما يعني اقتصار العلاقة الإلهية المميزة بشخصه ، التي يختلف بها عن بقية الناس ، على الوحي الذي ينزله الله عليه ليبلغه للناس كرسالة إلهية ، بعيداً عن كل شيء آخر لأن ذلك هو دور النبي في الحياة ، فليس دوره أن يغير صورة العالم في صفته التكوينية ، بل كل دوره أن يغيره في صفته الفكرية والعملية ، في حركة الحياة والإنسان . . حتى المعجزة ، فيما كان يقوم به الأنبياء من معاجز لم تكن غاية في الرسالة ، بل كانت وسيلة لمواجهة التحدي الكبير حولها [1] . ويقول أيضاً : " ما هي شخصية الرسول ؟ وما هي قدراته . . ؟ هل هو إنسان غيبي في شخصه ، وفي إمكاناته . . هل من المفروض في الرسول الذي يرتبط بالله من خلال الوحي ، أن يكون - في طبيعته - شخصاً غير عادي ، كما هو الوحي شيء غير عادي في طبيعته . . أو هو إنسان مثل بقية الناس في شخصيته ، وفي قدرته ، فلا يملك أن يغير شيئاً من سنن الكون التي أودعها الله في الحياة ، ولا يستطيع أن يكتشف الغيب بخصائصه الذاتية هذه أسئلة كانت تدور في وعي الإنسان الذي عاصر الرسالات ؟ عندما كان يطلب من الرسول تفجير الينابيع من الأرض القاحلة ، والصعود إلى السماء ، والإتيان بكتاب غير عادي منها . . وهذه أفكار لا تزال تعيش في وعي الإنسان المتأخر عن عصر الرسالات ، في اعتقاده بالنبي ، كشخصية غيبية في قدراتها ، حتى اعتبرها البعض ذات ولاية تكوينية على الحياة ، وعلى الناس فيما جعلها الله له من ولاية ، كما أن الكثيرين يعتقدون ، بأنه يعلم الغيب ، إذا أراد من غير حدود . . إلى غير ذلك من الاعتقادات التي أبعدت النبي في تحديد شخصيتهم عن مستوى شخصية الإنسان في طبيعته وقدرته . إن الآية - التي أمامنا تحدد لنا المسألة ، كغيرها من الآيات المماثلة ، من دون فرق بين أن تكون جواباً عن الفكرة التي تتطلب في النبي ، شخصية الملك وبين أن تكون جواباً عن الفكرة التي تتطلب فيه شخصية القادر على التغيير التكويني للواقع . . " [2] . ويقول في تفسير قوله تعالى :
[1] من وحي القرآن : الطبعة الأولى ، ج 17 ص 21 . [2] من وحي القرآن : الطبعة الأولى ، ج 13 ص 282 و 283 .
198
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 198