نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 172
للأنبياء كوسيلة للتحدي والتعجيز مما يرفضه الأنبياء ، لأن مهمة النبي ليست هي إشغال نفسه بتنفيذ هذه الطلبات التي لا معنى لها بعد إقامة الحجة عليهم من قبله ، بل تحدث عن أن ذلك لا يدخل في مهمته الرسالية ، كما أنه لا يملك هذه القدرة باعتبار بشريته التي تختزن في داخلها الضعف البشري . وإذا كان بعض الناس يتحدثون عن أن القائلين بالولاية التكوينية يؤكدون أن النبي لا يختزن في مضمون بشريته أية قدرة ذاتية ، بل إن الله هو الذي يمنحه ذلك ، فإننا نجيب أن النبي ( ص ) إنما كان يتحدث عن الواقع الفعلي الذي تمثله طاقته في دوره ، فإن الله أعطاه الطاقة المرتبطة بحركية الرسالة في الناس ، ولم يعطه الطاقة - حتى بإذنه - لمثل هذه الطلبات الصعبة . وقد نستوحي من هذه الآيات ومن غيرها أن المعجزة الوحيدة للنبي هي القرآن الكريم ، فلم يقم النبي بمعجزة أخرى كانشقاق القمر ، بحيث لو كانت منه لكانت أكثر استجابة للتحدي الذي واجهه النبي ( ص ) من قبل المشركين ، كما أنها أكثر صعوبة من هذه الإقتراحات ، وقد تحدث المشركون عن هذه المسألة - وهي عدم قيام النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) بالمعجزة المماثلة لما قام به الأنبياء السابقون - وذلك في قوله تعالى : ( وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه ، قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون ( ( الانعام : 37 ) وقوله تعالى : ( ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه ، إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ( ( الرعد : 7 ) فقد يظهر من هذه الآية ، أن إنزال الآيات ليس أمراً ضرورياً للنبوة إلا في حالات التحدي الكبير الذي يهدد حركتها في ساحة الصراع والمواجهة ، ولذلك لم ينزل الله على النبي آية لأن التحدي لم يصل إلى هذه المرتبة الحاسمة ، وقوله تعالى ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً ( ( الاسراء : 59 ) وظاهرها نفي الإرسال بالآيات بالرغم من أنها كانت مطلبا ملحا للمشركين ، كما جاء في آية أخرى في قوله تعالى : ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ( ( الانعام : 109 ) فإن المسألة لم تكن في مستوى الضرورة ، ولم تكن في واقع الحاجة للمهمة الرسالية . ونلتقي في آيات أخرى ببعض مظاهر الضعف البشري الفعلي للأنبياء ، وذلك كما في قصة موسى الذي خرج من المدينة خائفاً يترقّب وكان يعيش الخوف من قتل فرعون وقومه له : ( ولهم عليَّ ذنب فأخاف أن يقتلون ( ( الشعراء : 14 )
172
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 172