نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 169
هذه علامات استفهام تطوف في الذهن ، فلا نجد لها جواباً إيجابياً يؤكد النظرية ، فنحن نعلم أن دور الأنبياء هو دور تبشير وإنذار وتبليغ ، وإذا كان لهم دور تنفيذي فإنهم يتحركون فيه من خلال الوسائل العادية المطروحة بين أيديهم في الحالات العادية ، فإذا جاء التحدي الكبير الذي يحول الموقف إلى خطر كبير على الرسالة والرسول ، بحيث كانت الوسائل العادية ذات مردود سلبي على الموقف والموقع ، لأنها تجعل القضية في حالة الضعف الشديد ، فإن المعجزة عندئذ تتحرك لتحفظ توازن الرسالة في موقع الرسول ، وتصدم واقع الكافرين بالصدمة القوية القاهرة التي ترد كيدهم وتهدم كيانهم وتؤدي بهم إلى الضعف والهزيمة . كما في طوفان نوح ( عليه السلام ) ونار إبراهيم ( عليه السلام ) ، وعصا موسى ( عليه السلام ) ، أو يده البيضاء ، وفلق البحر له ، وإحياء الموتى ، وإبراء الأكمه ، والأبرص لدى عيسى ( عليه السلام ) ، وقرآن محمد ( ص ) ، وتنتهي المسألة عند هذا الحد فتكون بمثابة قضية في واقعة ، وتعود الرسالة إلى مجراها الطبيعي ، ويعود الرسول إلى الوسائل العادية ، ويتحرك الصراع من جديد ليعيش النبي هنا ، وهناك أكثر من مشكلة ، وهمّ وبلاء ، فيتحمل الألم القاسي ، ويواجه التحديات الصعبة ، كأي إنسان آخر من دون أن يبادر إلى أية وسيلة غير عادية للتخلص من ذلك كله . أما التشريف ، فإنه لا يتمثل في إعطاء القدرة من دون قضية ، أو توسيع السلطة من دون مسؤولية ، والله يشرف أنبياءه من خلال رفع درجتهم عنده من خلال تقريبهم إليه ، ومحبته لهم ، وعلو مقامهم في الآخرة ، أما الدنيا فلا قيمة لها عنده ، ولذلك لم يجعلها أجراً لأوليائه بل أتاح الفرصة الكبرى فيها لأعدائه . إننا لا نجد أية ضرورة أو حاجة تفرض إعطاء الولاية التكوينية المطلقة لهم إلا بالمقدار الذي تحتاجه الرسالة في أصعب أوقات التحدّي مع احتمال أنها ليست من قدرتهم ، ولكنها قدرة الله بصورة مباشرة ، ثم ما معنى هذه الولاية التي لا أثر لها في حياتهم من قريب أو من بعيد ، ولا دخل لها في حماية رسالتهم ، فلم يستعملوها في إذهاب الخطر عنهم ، ولم يتحركوا بها في الانتصار لرسالاتهم ، وذلك من خلال قراءة تاريخهم الصحيح كله ؟ أدلّة الولاية التكوينية : الناحية الثانية : ناحية الدليل على ثبوتها من خلال النص القرآني في نطاق المعاجز الخارقة في حياة الأنبياء ، فنلتقي في البداية بالنبي نوح في قوله تعالى : ( كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر * فدعا ربه أني مغلوب فانتصر * ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء
169
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 169