نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 121
تحقيق وتفصيل ، فإننا سوف نقتصر على الإلماح إلى ثلاث نقاط ، آثرنا الوقوف عندها ، وهي التالية : 1 - إن هذا الرجل قد حاول أن ينكر بطون القرآن - واعتبرها من المحاولات التفسيرية لبعضهم - وقد برهن على مدّعاه هذا بمقولة أن القرآن قد أنزل على طريقة العرب في التعبير ، ليفهمه الجميع بشكل طبيعي ، من دون أن يكون فيه أي إشارات رمزية إلخ . . 2 - قوله : " بل التأويل يمثل عملية الإستيحاء للمعنى من خلال التقاء المعاني ببعضها في الأهداف التي يستهدفها القرآن ، في القضايا التي يثيرها أمام الناس ، والمفاهيم التي يريد أن يوحيها إليهم . " 3 - ثم إنه قد ذكر في مناسبات عديدة أن الأئمة عليهم السلام كانوا يستوحون القرآن ، وعقّب على ذلك في بعض الموارد بقوله : " أعتقد أننا يجب أن نستوحي القرآن كما كان الأئمة يستوحونه " [1] . ونحن نرى ذلك كله إخلالاً في جهات هامة ، حبذا لو سنحت الفرصة لنا للتوسع في الحديث عنها وفيها ، لا سيما بعد أن عرفنا أنه يقصد بالإستيحاء : " الإجتهاد " ، غير أن علينا أن نتوقف قليلاً أمام تبسيطه القضايا إلى حد يجعل من فهم القرآن أمراً طبيعياً حيث يقول : فإنه قد نزل على طريقة العرب في التعبير ، ليفهمه الجميع بشكل طبيعي . . إذ إن الأمر ليس بهذه البساطة التي يدعيها ، لأنا نبقى جميعاً وبلا استثناء بحاجة إلى النبي ( ص ) ، وإلى الامام ( ع ) ليفسر لنا القرآن ويبقى أكثر الناس بحاجة إلى العلماء ليفسروا لهم ما يمكنهم تفسيره . كما أن في القرآن آيات لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم ، الذين هم الأنبياء والأوصياء ، فليس التأويل الذي يعلمه الإمام مجرد عملية استيحاء للمعنى ، بل هو علم من ذي علم ، على حد تعبيرهم عليهم السلام . بطون القرآن والإستيحاء والتأويل وعن ( أن للقرآن بطوناً ) نقول : قد صرّحت الروايات المتواترة بذلك ، فلا معنى لإنكار ذلك . ولا صحة