وكان كتاب ( مأساة الزهراء ( ع ) : شبهات وردود ) بمثابة إعلانٍ لفشل تلك الجهود ، ودق ناقوس الخطر بالنسبة للموضوع برمّته . . وكان أن تحرّكت بعنف وشراسة حرب الإشاعات والإتهامات ، وقيل ما قيل ، ونُشِر ما نُشِر ، وأصدروا عددا من الكتب . . وبدا واضحا أن ذلك كله - تقريبا - يهدف إلى تعمية الأمر على الناس ، وإبعادهم عن الموضوع الأساس والحساس جدّا ، والمصيري من الناحية الإيمانية ، والعقائدية . . وكان خيارنا الوحيد لإنجاز التكليف الشرعي الملقى على عواتقنا ، تقديم نبذة يسيرة من مقولات يعرف كل عالم بصير : أنها لا تنسجم مع مدرسة أهل البيت عليهم السلام . . فكان هذا الكتاب . . ونحن على يقين بأن حملاتهم التشكيكية وغيرها ضدّنا ، ستكون هذه المرة أشدّ ضراوة وأقسى . . غير أننا نريد لكل المخلصين أن يطمئنوا إلى أن ذلك يزيدنا معرفة ، وسيعزز من صلابتنا في نصرة الحق ، وتوخّي المزيد من الصراحة في بيان الحقيقة ، مهما كان الثمن . . ومن جهة أخرى ، وقبل حوالي ثلاثة أشهر سرقت إحدى مسوّدات هذا الكتاب ، ورغم أنها كانت ناقصة بدرجة كبيرة ، وغير منقحة ، فقد بيعت لمن يهمهم الأمر بمبلغ كبير من المال ، هو - على ذمة الشهود - يعد بآلاف الدولارات ! . وعلى أثر ذلك نشطت مساع من هنا وهناك ، كان من بينها ما شارك فيه عدد من أهل العلم ، الأعزاء والأحباء ، يطالبوننا بتأخير إصدار هذا الكتاب ، ولو لمدة وجيزة ، آخذين على عاتقهم إقناع البعض بإصدار كتاب يشتمل على تصحيحات من شأنها أن تحل الإشكال القائم وتعيد الأمور إلى نصابها . على اعتبار : أن ثمة خطأ يحتاج إلى تصحيح ولا نُصِرّ أن يكون ذلك بأيدينا ، فرحبنا بهم جميعا ، وقطعنا على أنفسنا وعدا بتأخير إصدار هذا الكتاب مدة عشرة أو خمسة عشر يوما ، إذ لا يحتاج هذا المهم إلى أكثر من ذلك . ثم مدّدت المهلة مرة ثانية . وفي المرة الثالثة مددناها لمدة شهر ، ومضى أكثر من شهرين ، وذهبت تلك الأيام التي حددت في تلك المرات ، ولحقتها أيام عديدة أخرى . . ونحن ننتظر الفرج . .