نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 205
على أن الحديث عما لديهم عليهم السلام من علوم ، وعن كيفية حصولهم عليها هو بحد ذاته من الأمور الغيبية ، التي لا سبيل لعقل البشر إليها ، فلا بد من أخذها عنهم ( ع ) ، لأنها لا تعرف إلا من قبلهم . 4 - معجزات الأنبياء خارج نطاق التحدي : وملاحظة أخرى نسجلها هنا وهي أن ما أسماه ب " الخدمات غير العادية " لسليمان ولداود ( ع ) ، هي من الأمور المعجزة التي كانت خارج دائرة التحدي واثبات النبوة وقد نطق بها القرآن الذي هو معجزة النبي ( ص ) ، خارج نطاق التحدي واثبات النبوة ، فهل إن حديث القرآن عن غيبيات الأنبياء يعدّ من الحديث الضبابي الذي لم يفهمه البعض ؟ ! . أما قضية الإسراء ، وقضية المعراج ونحوها مما لا يستطيع ذلك البعض أن ينكره ، فليست هذه كلها هي معجزته الرئيسية العامة . هذا ، مع أن كرامات ومعجزات النبي ( ص ) والأئمة من بعده ، تعد بالعشرات ، بل المئات ، إلى درجة أن إنكارها وعدم ثبوتها يفسح المجال أمام إنكار واحدة من واضحات الإسلام . فراجع ما ينقلونه عنه ( ص ) من إطعامه ( ص ) جيشا بأكمله قبضة من تمر ، أو من شاة ، وتسبيح الحصى بيده ، وتسليم الشجر والحجر عليه ، وتكليم الحيوانات له ، وغير ذلك كثيراً جداً . ولم يكن ثمّة تحدّ يقتضي المعجزة ، ولا كان ثمة ضرورة لإقامة الحجة لإثبات النبوة . مع تذكيرنا بأن المعجزة لا تعني خرق سنن الكون وتغييرها . أما قوله : لم يذكر في القرآن ما ظاهره نسبة الفعل إلى الشخص إلا بالنسبة لعيسى ( ع ) . فلا يمكن قبوله . إذ قد تقدم ما يشير إلى مثل ذلك في آل داود وغيرهم بل ثمّة ما يشير إلى ذلك بالنسبة لأحد أتباع سليمان ( ع ) وهو آصف بن برخيا ، الذي نسب الإتيان بعرش بلقيس إلى نفسه : أنا آتيك به . . الخ . . على أن تعقيب الحديث عن عيسى ( ع ) بقوله ( بإذن الله ) لا يمنع من نسبة الفعل إلى هذا النبي ، واختياره فيه كما اعترف به ، . . فهي على غرار قوله تعالى ، ( وما كان لنفس أن تؤمن الا بإذن الله ) ، مع أن مدار العقاب والثواب ، على الايمان . وكل ذلك يدل على أن قوله تعالى ( بإذن الله ) غير ظاهر الفائدة
205
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 205