responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 204


وحين فهم سليمان ( ع ) كلام النملة : ( تبسم ضاحكاً من قولها ) ، واعتبر ذلك نعمة إلهية تستوجب الشكر ، الأمر الذي يشير إلى أنه هو الذي فهم قولها بما أنعم الله عليه من معرفة لغات الطير والحيوان وتعلّمه لها .
كما أن معرفة سليمان ( ع ) بوجود عرش بلقيس لم تكن بواسطة المعجزة بل بواسطة الهدهد .
وتسخير الجبال ، والجن ، الطير ، والريح لآل داود ( ع ) ، وحتى لين الحديد لداود ( ع ) قد كان - فيما يظهر - من خلال المعرفة والعلم ، لا لمجرد الإعجاز ، وإلا لما كان يحتاج سليمان ( ع ) إلى مراقبة الجن الذين كانوا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ، ولما كان بحاجة إلى تشغيلهم بالبناء ، وبالغوص في البحار لاستخراج خيراتها . فقد كان بإمكانه إيجاد ذلك بالمعجزة ، ولم يكن أيضا بحاجة إلى أن يقرن شياطين الجن بالأصفاد كما لم يكن بحاجة لتهديد الهدهد ووعيده ، ما لم يأته بسلطان مبين . .
وكذلك الحال بالنسبة لموسى ( ع ) ، فإن الأمر لو كان يقتصر على الإعجاز المجرد ، لم يكن ثمة حاجة إلى ضرب البحر بعصاه ، ولا إلى تحول عصاه إلى ثعبان ، بل كان البحر ينفلق وإبطال السحر يتم بدون ذلك ، بصورة اعجازية . فهل كانت هذه الأسباب مجرد أدوات صورية لتقريب الفكرة إلى الناس ؟ ! ! . أم كانت شيئا آخر لم يدركه البعض ، فقال ما قال ، وكتب ما كتب ! ؟ .
3 - المعصوم يعلم إذا أراد :
وأما استغرابه المعبر عن رفضه للقول بأن النبي يعلم الغيب - بلا حدود - إذا أراد ( ويلاحظ ، أنه أقحم كلمة : بلا حدود لغرض لا يخفى ) .
فهو عجيب منه وغريب ، فإن من يراجع الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت ( ع ) يجد أنهم هم الذين صرّحوا بهذا الأمر ، وأعلنوه وأشاعوه ، فهو مأخوذ منهم وعنهم ، فما هو الوجه في استغرابه واستهجانه .
كما أن طبيعة المهمة الموكلة إليهم تقضي بصحّة - بل بضرورة - مثل هذه العلوم لهم ، وأن يتمكنوا من الحصول عليها كلما وجدوا حاجة إلى ذلك . .

204

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست