نام کتاب : خلافة الرسول بين الشورى والنص نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 86
شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا ) [1] . فقد جعل الداعي مفترض الطاعة ، والمراد به أبو بكر وعمر وعثمان ، فوجبت طاعتهم بنص القرآن ، وإذ قد وجبت طاعتهم فرضا فقد صحت إمامتهم وخلافتهم [2] . والصحيح الذي يوافق تاريخ نزول الآية الكريمة ، ويوافق الوقائع ، هو ما ذكره الرازي من أن الداعي هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم [3] ، إذ كانت الآية المذكورة نازلة في الحديبية بلا خلاف ، وهي في سنة ست للهجرة ، وبعدها غزا النبي هوازن وثقيف وهم أولو بأس شديد ، في وقعة حنين الشهيرة وذلك بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة ، وفتح مكة هو الآخر دعوة إلى قتال قوم أولي بأس شديد قاتلوا الإسلام وأهله حتى أظهره الله عليهم في الفتح ، ثم كانت غزوة مؤتة الشديدة ، ثم غزوة تبوك وهي المعروفة بجيش العسرة ، التي استهدفت محاربة الروم على مشارف الشام ، ثم دعاهم مرة أخرى لقتال الروم في جيش أسامة الذي جهزه وأمر بإنفاذه وشدد على ذلك في مرضه الذي توفي فيه . فكيف يقال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدعهم إلى قتال بعد نزول الآية ؟ ! ولأجل الفرار من هذا المأزق ذهبوا إلى آية سورة التوبة النازلة في المخلفين : ( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا
[1] سورة الفتح 48 : 16 . [2] الفصل 4 : 109 - 110 ، شرح المواقف 8 : 364 ، شرح المقاصد 5 : 266 . [3] تفسير الرازي 28 : 92 - 93 .
86
نام کتاب : خلافة الرسول بين الشورى والنص نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 86