نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 95
مقام الزهراء عليها السلام في كلمات الامام الخميني وختاما نورد بعض كلمات الفقيه الحكيم ، العارف الكامل ، الامام المجاهد روح الله الموسوي الخميني ( قدس سره ) في حق مولاتنا سيدة الكونين الزهراء المرضية صلوات الله وسلامه عليها ، لما تحويه من معان دقيقة ومعارف سامية ، ترشدنا إلى رفيع مكانتها وجليل منزلتها وعظيم مقامها . . . قال ( رضوان الله عليه ) : ( إن مختلف الابعاد التي يمكن تصورها للمرأة وللانسان تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء عليها السلام . لم تكن الزهراء امرأة عادية ، كانت امرأة روحانية . . . امرأة ملكوتية . . . كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة . . . نسخة إنسانية متكاملة . . . امرأة حقيقية كاملة . . . حقيقة الانسان الكامل . لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان . . . بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة . إذن يوم غ د هو يوم المرأة ، فقد اجتمعت في هذه المرأة - التي يصادف غدا ذكرى ميلادها - جميع الخصال الكمالية المتصورة للانسان وللمرأة . إنها المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء . . . المرأة التي لو كانت رجلا لكان نبيا . . . ولو كانت رجلا لكانت بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله . غدا يوم المرأة ، حيث ولدت جميع أبعاد منزلتها وشخصيتها . غدا ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات والمظاهر الملكوتية والإلهية والجبروتية والملكية والإنسية . غدا ميلاد الانسان بجميع ما للانسانية من معنى . غدا ميلاد امرأة بكل ما تحمله كلمة المرأة من معنى إيجابي . إن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل ، وإن هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدنى مراتب الانسان ، أدنى مراتب المرأة وأدنى مراتب الرجل . بيد أن الانسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقا من هذه المرتبة المتدنية ، فهو في حركة دؤوبة من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب ، إلى الفناء في الألوهية . وإن هذا المعنى متحقق في الصديقة الزهراء عليها السلام التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة ، وطوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية بالمدد الغيبي وبتربية رسول الله ، لتصل إلى مرتبة دونها الجميع ) [1] . ( امرأة هي مفخرة بيت النبوة وتسطع كالشمس على جبين الاسلام العزيز . . . امرأة تماثل فضائلها فضائل الرسول الأكرم والعترة الطاهرة غير المتناهية . . . امرأة لا يفي حقها من الثناء كل من يعرفها مهما كانت نظرته ومهما ذكر ، لان الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر أفهام المخاطبين واستيعابهم . فمن غير الممكن صب البحر في جرة . ومهما تحدث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها . إذن فمن الأولى أن نمر سريعا من هذا الوادي العجيب ) [2] .
[1] مكانة المرأة في فكر الامام الخميني : ص 23 ، عن خطاب له بتاريخ 16 / 5 / 1979 م . [2] المصدر السابق : ص 24 ، من كلمة بتاريخ 5 / 5 / 1980 م .
95
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 95