نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 54
وفي هذا الجانب يقول الامام الخميني ( رضوان الله عليه ) : في القرآن أيضا آيات كثيرة لا نعلم مرادها مثل أوائل السور ، فما هو المعنى الصحيح الذي لديكم لهذه الآيات : ( ألم ، المر ، حم ، حمعسق ، كهيعص ، ق ، ن ) ومثيلاتها ؟ وهنا لابد أن نلفت القراء إلى نكتة يجب معرفتها لحل الكثير من الاشكالات ، وهي أنه قلنا أن الأحاديث أساسا على قسمين ، إحداهما الأحاديث التي لها جانب عملي وهي القوانين الموضوعة للعيش في هذا العالم أو ذاك العالم ، والأخرى هي الأحاديث التي لا يوجد لها جانب عملي ، وهي ليست من قبيل القوانين الحكومية والعسكرية وأمثالها التي يجب أن تخضع للتنفيذ والتطبيق مثل الأحاديث الواردة في باب القضاء والقدر ، والجبر والاختيار ، أو في باب الهيئة والنجوم ونظائرها ، وفي القرآن كذلك ورد هذان الصنفان من الآيات ، أحدهما الآيات العملية التي يجب على عامة الناس العمل بها وأن تقع موضع التنفيذ في البلد ، والاخر الآيات العلمية التي ليست كذلك ، وعليه فلابد في الأحاديث والآيات التي من القسم الأول بما أن عمومية وجاءت للعمل أن تتفق مع فهم العموم وليس فيها طريق للتأويل والتوجيه ، وبالطبع فالقانون الذي يدون لبلد ما يجب أن لا يوضع بشكل لا يفهمه أهالي ذلك البلد ، نعم من الممكن أن يكون توضيح القانون وشرحه محتاجا أيضا إلى علماء ، ولكن هذا أمر غير التأويل ، أما الآيات والأحاديث التي ترجع إلى العلميات وليس لها جنبة عملية فلا يلزم على المتحدث أن يتكلم بطريقة يفهمها الكل ، بل من غير الممكن أن تبين هذه الأمور بما يتلائم مع فهم العموم . مثلا قد يريد طبيب أحيانا أن يكتب دستورا لأهالي البلد للمحافظة على الصحة ، فهو مضطر لان يكتبه بطريقة تفهمها العامة لان هذا الدستور من أجل العمل به ، ولكنه أحيانا يريد أن يؤلف كتابا علميا ، فمن الطبيعي أن لا يستطيع أن يكتبه بأسلوب يفهمه جميع الناس ، فالكتاب المبتني على قواعد علمية دقيقة جدا يكتب لا محالة إلى مجموعة من العلماء ولا يحق للآخرين التدخل فيه ، ولو أنهم كانوا جهلة بمحتواه فإنهم لا يعترضون على مؤلفه بأنك لماذا لم تكتبه بأسلوب يفهمه حتى المشتغلين بحمل الأمتعة وحفظ ملابس المستحمين ! ! والقرآن والحديث عرضا القوانين العلمية التي جيء بها للطبقة العامة بشكل يفهمه الناس ، لكن علوم القرآن والحديث لا يمكن لأي شخص أن يفهمها ولم تأت لأي شخص ، بل إن بعضها يعتبر رمزا بين المتكلم ومجموعة معينة ، كما هو الامر في الدولة عندما تبعث بالبرقيات الرمزية التي ليس من صلاح البلد انكشافها ، حتى العاملين في قسم البرقية لا يفهمون من أمرها شيئا ، وفي القرآن توجد مثل هذه الرموز ، وبحسب الروايات فإن جبرائيل الذي نزل بالقرآن لا يعلم معناها ، ونبي الاسلام وكل من قام بتعليمه فقط هم القادرون على كشف رمزها مثل الحروف المقطعة
54
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 54