نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 354
أما رابعا : أشار ( فضل الله ) في حديثه إن الدكتور سهيل زكار استدل على أمور لاثبات عدم وجود الأبواب ، ومن جملتها ما جاء في سنن أبي داود ، وبالرجوع إلى ما يحتمل أن يكون مستندا في الاستدلال على رأيه رأينا أن الرواية التالية هي أقرب شيء لما أشار إليه . وماذا عن رواية أبي داود ؟ فقد روى أبو داود في سننه بإسناده إلى سفينة أبي عبد الرحمن قال : ( إن رجلا أضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعاما ، فقالت فاطمة : لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وآله فأكل معنا ، فدعوه فجاء فوضع يده على عضادتي الباب ، فرأى القرام قد ضرب به في ناحية البيت فرجع ، فقالت فاطمة لعلي : الحقه فانظر ما رجعه ، فتبعته فقلت : يا رسول الله ما ردك ؟ فقال : إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا ) [1] . والقرام على وزن كتاب هو الستر الأحمر أو ثوب ملون من صوف فيه رقم ونقوش أو ستر رقيق كالمقرم [2] . وقال ابن منظور في مادة زوق : ( وفي الحديث ليس لي ولنبي أن يدخل بيتا مزوقا أي مزينا ) [3] . وقد جاء بمضمون هذه الرواية أحاديث أخرى كثيره ، منها ما رواه الشيخ الصدوق في أماليه باسناده عن محمد بن قيس ، قال : ( كان النبي صلى الله عليه وآله إذ قدم من سفر بدأ بفاطمة سلام الله عليها فدخل عليها فأطال عندها المكث ، فخرج مره في سفر فصنعت فاطمة سلام الله عليها مسكتين من ورق وقلادة وقرطين وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله دخل عليها ، فوقت أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها ، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر ، فظنت فاطمة سلام الله عليها إنه إنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لما رأى من المستكين والقلادة والقرطين والستر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ونزعت الستر ، فبعثت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت للرسول : قل له صلى الله عليه وآله نقرأ عليك ابنتك السلام ، وتقول اجعل هذا في سبيل الله ، فلما أتاه وخبره قال : فعلت فداها أبوها - ثلاث مرات - ، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضه ما سقي منها كافرا شربه ماء ، ثم قام فدخل عليها ) [4] . وروي الأربلي عن مسند أحمد بن حنبل إن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سافر آخر عهده بانسان من أهله فاطمة سلام الله عليها ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة سلام الله عليها ، قال : فقدم من غزاه فأتاها فإذا هو بمسح على بابها ورأى على
[1] سنن أبى داود - كتاب الأطعمة باب إجابة الدعوة إذا حضرها مكروه : ج 2 ، ص 138 ط دار الكتاب العربي . [2] القاموس المحيط فصل القاف باب الميم : ج 4 ، ص 165 ط دار مكتبة التربية . [3] لسان العرب : ج 10 ، ص 150 . [4] أمالي الصدوق : ص 194 ، ح 7 .
354
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 354