نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 297
فقام معقل بن قيس فقال : إنك لا تبعث إليهم أحدا ممن ترى حولك من أشراف المصر إلا وجدته سامعا مطيعا ، ولهم مفارقا ، ولهلاكهم محبا ، ولا أرى أصلحك الله أن تبعث إليهم أحد من الناس أعدى لهم وأشد عليهم مني ، فابعثني إليهم فإني أكفيكهم بإذن الله ، فقال : اخرج على اسم الله ، فجهز معه ثلاثة آلاف رجل . وقال المغيرة لقبيصة بن الدمون : ألصق لي بشيعة علي فأخرجهم مع معقل بن قيس ، فإنه كان من رؤوس أصحابه ، فإذا بعثت بشيعته الذين كانوا يعرفون فاجتمعوا جميعا استأنس بعضهم ببعض وتناصحوا ، وهم أشد استحلالا لدماء هذه المارقة ، وأجرأ عليهم من غيرهم ، وقد قاتلوا قبل هذه المرة . قال أبو مخنف : فحدثني الأسود بن قيس ، عن مرة بن منقذ النعمان ، قال : كنت أنا فيمن ندب معه يومئذ ، قال : لقد كان صعصعة بن صوحان قام بعد معقل بن قيس وقال : ابعثني إليهم أيها الأمير ، فأنا والله لدمائهم مستحل ، وبحملها مستقل ، فقال : اجلس فإنما أنت خطيب ، فكان أحفظه ذلك وإنما قال ذلك لأنه بلغه أنه يعيب عثمان بن عفان ( رض ) ويكثر ذكر علي ويفضله ! وقد كان دعاه فقال : إياك أن يبلغني عنك أنك تعيب عثمان عند أحد من الناس ، وإياك أن يبلغني عنك أنك تظهر شيئا من فضل علي علانية ، فإنك لست بذاكر من فضل علي شيئا أجهله ، بل أنا أعلم بذلك ! ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس ، فنحن ندع كثيرا مما أمرنا به ، ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بدا ، ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقية ، فإن كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك وبين أصحابك وفي منازلكم سرا ، وأما علانية وفي المسجد فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا ولا يعذرنا به ، فكان يقول له : نعم أفعل ، ثم يبلغه أنه قد عاد إلى ما نهاه عنه ، فلما قام إليه وقال له : ابعثني إليهم ، وجد المغيرة قد حقد عليه خلافه إياه فقال : اجلس فإنما أنت خطيب ، فأحفظه فقال له : أوما أنا إلا خطيب ! أجل والله ، إني للخطيب الصليب الرئيس ، أما والله لو شهدتني تحت راية عبد القيس يوم الجمل حيث اختلفت القنا ، فشؤون تفرى وراية تختلى لعلمت أني الليث الهزبر ، فقال : حسبك الان ، لقد أوتيت لسانا فصيحا ، ولم يلبث قبيصة بن الدمون أن أخرج الجيش مع معقل ، وهم ثلاثة ألف نقاوة الشيعة وفرسانهم ) [1] . تأثير البطش الأموي في كلام الشيخ المفيد : وقال الشيخ المفيد ( رضوان الله عليه ) : ( ومن آياته عليه السلام وبيناته التي انفرد بها ممن عداه ظهور مناقبه في الخاصة والعامة ، وتسخير الجمهور لنقل فضائله وما خصه الله به من كرايمه وتسليم العدو من ذلك بما فيه الحجة عليه ، هذا مع كثرة المنحرفين عنه والأعداء له ، وتوفر أسباب دواعيهم إلى
[1] تاريخ الطبري : ج 3 ، ص 182 ط دار الكتب العلمية .
297
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 297