نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 161
الامام الخميني والعلامة المامقاني . نعم يصح النظر في وجود تعارض بين دلالة كلتا الطائفتين من الروايات بلحاظ أنفسها لا بلحاظ وصولها إلى مرتبة الحجية فالتعارض ، أي إننا نفترض أنها قد بلغت مرتبة الحجية ثم نناقش في تعارض وتنافي دلالة الطائفتين . و ( فضل الله ) لم يتعرض - حسب ما يبدو وكما سيظهر - لمسألة التعارض من جهة الوصول لمرتبة الحجية من ناحية السند بل اكتفى بملاحظة تعارض مضمون الروايات . أما فيما يتعلق بالتعارض الموهوم فإننا نرى أن من الممكن الجمع بين هاتين الطائفتين من الاخبار - وكما فعل ذلك العلامة المجلسي - بأن يكون المراد من رسول الله هو المبعوث من قبله أي الوحي ، والمراد به هو جبرائيل عليه السلام ، فقد نقل العلامة المجلسي الرواية الثانية التي نقلناها قبل قليل من الطائفة من الاخبار القائلة أن مصدر مصحف فاطمة عليها السلام هو إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم علق عليها قائلا : ( والمراد برسول الله جبرائيل ) [1] . وواضح إنه لا يوجد أي تعسف في هذا الحمل ، فقد استخدم لفظ الرسول بمعنى الوحي والملك وجبرائيل في موارد عديدة من القرآن الكريم ، قال تعالى حاكيا عن لسان جبرائيل : ( قال إنما أنا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا ) [2] ، وقال تعالى ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) [3] ، وقال عز وجل : ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم يفرطون ) [4] ، وقال تعالى : ( الحمد لله فاطر السماوات جاعل الملائكة رسلا ) [5] ، وقال عز وجل : ( إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ) [6] ، وقال عز من قائل : ( ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية ) [7] ، وكذلك في سورة هود الآيات : 69 ، 77 ، 88 . والذي يؤيد ما ذهب إليه العلامة المجلسي إن الرواية تقول : ( ولكنه كلام من الله أنزل عليها ، إملاء رسول الله وخط علي ) ، وعندما يكون الكلام من الله تعالى والانزال من قبله على الزهراء عليها السلام فالمناسبة تقتضي أن يكون جبرائيل هو الواسطة في نقله ، ويلاحظ تعبير صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذكر كلمة رسول الله .
[1] بحار الأنوار : ج 26 ، ص 142 . [2] الآية 19 من سورة مريم . [3] الآية 75 من سورة الحج . [4] الآية 61 من سورة الانعام . [5] الآية 1 من سورة فاطر . [6] الآية 21 من سورة يونس . [7] الآية 31 من سورة العنكبوت .
161
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 161