نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 13
ووقع ما لم يكن يتوقعه فضل الله ، ورأى نفسه في دوامة لم يجد منها مهربا ، ولم تنفعه أمواله ولا صحفه ومجلاته من تحسين صورته أمام موجة الاعتراضات الكبيرة من مراجع وعلماء الحوزة العلمية والجماهير المؤمنة ، وبقي أمام مفترق طريقين ، فإما أن يعلن عن تراجعه وتوبته وهو بذلك يقر بأن منشأ ما قاله من انحرافات هو الجهل بالأسس العلمية فتذهب أتعابه في تسلم زمام المرجعية سدى ، وإما أن يكابر ويستمر في باطله فتشتد عليه الاحتجاجات والاعتراضات ، ( وما هو إلا غرق أو شرق ) . ويبدو أن فضل الله قد اختار الطريق الثاني ظنا منه أنه أسلم له ، معتمدا على قدرته على المناورة والضغط التي يحسب أن بإمكانها أن تنقذه من المخمصة ، فقد أكد على عدم استعداده للرد على أحد مبررا ذلك بأنه منصرف إلى مواجهة الاستكبار العالمي ، وأن كتابة الردود تشغل الساحة بأمور هامشية ! ويكفي لتفنيد هذا التبرير أن نعرف أن فضل الله يعتبر أشد الناس خوضا وإثارة لمختلف القضايا كبيرها وصغيرها بحجة أنه ( ليس هناك ما هو تافه في السؤال والحوار ) ، بل إنه لم يلجأ لهذا التبرير إلا بعد عجزه وسقوط كل احتجاجاته ، فقد دخل في نقاشات مع بعض العوام الذين لا يملكون خلفية علمية مناسبة حول ما صنفه قضايا هامشية ، في حين تجنب أي حوار علني مع العلماء والمحققين المتخصصين ! ثم متى كانت كتابة الردود على الانحرافات والبدع وترسيخ البنية العقائدية في نفوس المؤمنين مانعة من الجهاد والوقوف في وجه مؤامرات العدو حتى في أشد الفترات ضراوة ؟ بل هما يسيران جنبا إلى جنب إن لم يكن الاهتمام بالأسس العقائدية مقدما لان العمل الاسلامي لا يمكن أن يكون مثمرا إذا لم يعتمد على البنية الفكرية الصلبة ، ولذا نلاحظ أن أكبر دعاة الوحدة الاسلامية وأكثرهم تحذيرا من الفرقة لم يهملوا الجوانب العقائدية والفكرية والتاريخية في حركتهم ، لأنهم يدركون جيدا أن قوام الحركة بها ، فها هو الامام الخميني ( رضوان الله عليه ) يتحدث في وصيته العظيمة عن مصحف فاطمة بما يعتبره بعض القاصرين ادعاء لنبوتها ! ويؤكد أيضا على أن حديث الثقلين حجة على كل المسلمين وخاصة علماء المذاهب الأخرى ، ويتطرق إلى حديث الغدير والمقامات الرفيعة لأهل البيت عليهم السلام وشهادة الزهراء عليها السلام ، وأن الامام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه ) سيحقق ما لم يستطع أحد قبله من تحقيقه ، وهو يعلم مع ذلك حجم المتابعة والرصد الاعلامي للاستكبار لمحاولة التصيد من أقل كلمة يظن أنها ستنفعه في إثارة أجواء التشويه والإدانة . ولقد كفاني العلامة الجليل السيد جعفر مرتضى العاملي مؤونة الإجابة عن كثير من أمثال هذه الشبهات والإثارات بما ذكر في كتابه الأخير ( لماذا كتاب مأساة الزهراء ؟ ) ولذا أوصي اخواني المؤمنين بقراءته * * *
13
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 13