نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 106
ونقل المتقي الهندي عن الخطيب البغدادي في تاريخه فيما رواه عن ابن عباس إن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، وإنما سماها الله فاطمة لان الله تعالى فطمها ومحبيها من النار ) [1] . ونقل الهيثمي عن الطبراني بإسناده إلى عائشة أنها قالت : ( كنت أرى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقبل فاطمة ، فقلت : يا رسول الله إني كنت أراك تفعل شيئا ما كنت أراك تفعله من قبل ، قال لي : يا حميراء ، إنه لما كان ليلة أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة فوقفت على شجرة من شجر الجنة لم أر في الجنة شجرة هي أحسن منها ، ولا أبيض منها ورقة ، ولا أطيب منها ثمرة ، فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت فاطمة ، فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت ريح فاطمة ، يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين ولا تعتل كما يعتلون ) . ثم عقب الهيثمي عليه بقوله : ( رواه الطبراني ، وفيه أبو قتادة الحراني ، وثقه أحمد وقال : كان يتحرى الصدق ، وأنكر على من نسبه إلى الكذب ، وضعفه البخاري وغيره ، وقال بعضهم : متروك ، وفيه من لم أعرفه أيضا ، وقد ذكر هذا الحديث في ترجمة الميزان ) . وعلق ابن حجر عليه : ( هذا مستحيل فإن فاطمة ولدت قبل الاسراء بلا خلاف ) [2] . مناقشة ابن حجر في ادعائه : أقول : أما ابن حجر فقد تبع الذهبي في تلخيصه على المستدرك عند تعليقه على حديث ما يقارب لمضمون ما رواه الطبراني مع حذف في آخره ، فقد قال : ( هذا كذب جلي لان فاطمة ولدت قبل النبوة فضلا عن الاسراء ) [3] . وقولهما غير تام ، فإن أهل السنة وإن قال أكثرهم بأن ولادتها عليها السلام كانت بعد البعثة بخمس سنوات إلا أن كلمتهم غير متفقة تماما عليه ، فقد نقل الديار بكري في تاريخه أن أبا عمرو قال : ولدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولده عليه السلام ، وهو مغاير لما رواه ابن إسحاق أن أولاده كلهم ولدوا قبل النبوة إلا إبراهيم . ثم ذكر بعض الروايات التي وردت ودلت على أن أصل فاطمة من ثمار الجنة التي أكلها النبي صلى الله عليه وآله في الاسراء ، وعقب عليها قائلا : ( وهذه الروايات تقتضي كون ولادة فاطمة بعد البعثة لان الاسراء كان بعد البعثة ، وقد صرح أبو عمرو بأن ولادة فاطمة كانت سنة إحدى وأربعين من مولده صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كما نقلنا آنفا من سيرة مغلطاي ) [4] .
[1] كنز العمال : ج 12 ، ص 109 ، ح 34226 . [2] مجمع الزوائد : ج 9 ، ص 202 . وقد نقل العلامة المجلسي المقطع الأخير من رواية الطبراني عما رواه السيد في الطرائف ، فراجع مرآة العقول ج 5 ، ص 345 . [3] المستدرك على الصحيحين : ج 3 ، ص 156 . [4] تاريخ الخميس : ج 1 ، ص 277 .
106
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 106