responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 85


منصرفا فيها إلى الدرس والإفتاء في مدة الراشدين قبله . . وقد كانت حياته كلها للفقه وعلم الدين . . وكان أكثر الصحابة اتصالا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد رافق الرسول وهو صبي قبل أن يبعث عليه السلام ، واستمر معه إلى أن قبض الله تعالى رسوله إليه ، ولذا كان يجب أن يذكر له في كتب السنة ، أضعاف ما هو مذكور فيها .
وإذا كان لنا أن نتعرف السبب الذي من أجله اختفى عن جمهور المسلمين بعض مرويات علي وفقهه ، فإنا نقول : إنه لا بد أن يكون للحكم الأموي أمر في اختفاء كثير من أثار علي في القضاء والإفتاء ، لأنه ليس من المعقول أن يلعنون عليا فوق المنابر ، وأن يتركوا العلماء يتحدثون بعلمه وينقلون فتاويه وأقواله للناس ، وخصوصا ما كان يتصل منه بأساس الحكم الإسلامي . . والعراق الذي عاش فيه علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه ، وفيه انبثق علمه ، كان يحكمه في صدر الدولة الأموية ووسطها حكام غلاظ شداد ، لا يمكن أن يتركوا آراء علي تسري في وسط الجماهير الإسلامية ، وهم الذين يخلقون الريب والشكوك حوله ، حتى إنهم يتخذون من تكنية النبي صلى الله عليه وآله وسلم له " بأبي تراب " ذريعة لتنقيصه ، وهو رضي الله عنه كان يطرب لهذه الكنية ويستريح لسماعها لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالها في محبة ، كمودة الوالد لولده .
ولكن هل كان اختفاء أكثر آراء علي رضي الله عنه وعدم شهرتها بين جماهير المسلمين سبيلا لاندثارها وذهابها في لجة التاريخ إلى حيث لا يعلم بها أحد ؟
إن عليا رضي الله عنه قد استشهد ، وقد ترك وراءه من ذريته أبرارا أطهارا كانوا أئمة في علم الإسلام ، وكانوا ممن يقتدى بهم ، ترك ولديه من فاطمة : الحسن والحسين ، وترك رواد الفكر محمد بن الحنفية ،

85

نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست