نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 102
إذن فالسنة أدانت التاريخ مرات ومرات . . - وثمة علة هامة من العلل التي قادت التاريخ إلى هذا الاتجاه ! لقد عمدنا إلى مرحلة من مراحل تاريخنا بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فأضفينا عليها القداسة التامة ، ومنحناها سمة العصمة فعلا وإن لم نقر بها قولا ، فعمدنا إلى كل ما لا ينسجم مع بعض تفاصيلها من قرآن أو سنة فأولناه لنصرفه عن ظاهره لكي لا يصطدم معها ، ، فكيف إذا عارض قداستها خبر عن واقعة ؟ ! نعم ، لو تحقق الاجماع حقا على مسألة ما في تلك المرحلة بالذات ، لكان حجة ، ولكن لا يصح بحال من الأحوال أن ينظر إلى الأمر النافذ بالفعل على أنه إجماع دائما ، وبحجة أنه كان في عصر الصحابة ! ولقد أدرك الكثيرون حقيقة أن معظم المؤرخين الذين صاغوا هذا التاريخ هم من الموالين للسلطات سياسيا في عهود تأجج فيها النزاع السياسي وازدادت حدته حتى امتد إلى كل ميادين الحياة ، فكان أقل ما يفعله المؤرخون هو تبرير أعمال الخلفاء والأمراء والكف عن ذكر ما يزعجهم وإن كان هو الحق . . كما أن معظم المؤرخين كانوا أيضا موالين للسلطات مذهبيا في عهود كان فيها النزاع المذهبي على أشده ، فكان كل فريق لا يروي عن مخالفيه إلا ما يشينهم ، وقد لا يروي إلا الكذب والبهتان . .
102
نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 102