نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 83
يوم الخندق خمس سنوات مضت على الهجرة حفلت بجسام الأحداث ، ودفعت الإسلام خمسة قرون إلى الإمام ، أذل النبي خلالها ( قريشا ) وأذل ( اليهود ) وأذل ( غطفان ) وأذل ( هذيلا ) ولم تبق جمرة عربية إلا أطفأها ، ولا شوكة عصبية إلا كسرها ، مهاجما تارة ، ومدافعا أخرى ، وداعيا إلى الله والسلام في كل حال . وكان من هذا أن عظم أمر الإسلام ، وامتد صوت النبي . وكان مع هذين أن نما عدو الإسلام ، وتألبت القوى على النبي كل قوة لها عليه ثأر ، وكل عدو له عنده طائلة . قريش من عشيرته في مسقط رأسه تطلبه بتسفيه أحلامها ثلاثة عشر عاما ، من مبعثه حتى الهجرة ، تجاهده ويجاهدها ، وتكابده ويكابدها ، وتبذل خلال المجاهدة والمكابدة من أنفسها ومن أموالها ما يشاء ، فيأبى عليها ، ويثير بها ، ويفرق عنها ، فإذا فصل عنها إلى مهجره في عافية وأمان ، لم يكد يغيب عنها إلا شهورا حتى ينقض عليها في ( بدر ) وغير ( بدر ) من أيامه الغر ، وغزواته المحجلة ، بجيشه الكامل مرة ،
83
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 83