نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 74
المثل لأعظم الصبر ، وأعظم التضحية ، وأعظم الإيمان ، وكان بعد أبويه نصب عيني أبي جهل ، لا يريحه إلا ليتعبه ، ولا يفرج عنه إلا ليعتقله ، اتخذ منه الخبيث لعبة رهيبة كلعبة الهر والفأر . يطمعه بالحياة ، ثم يريه الموت ألوانا ، ولكن انتهى الأمر بينهما نهاية رائعة حين استقام لعمار من الثبات ما جعل بيده سوطا يجلد به نفس أبي جهل بأقسى من السوط الذي يجلد به أبو جهل بدنه ، الأمر الذي أغاظ أبا جهل وأحنقه وأنشأ في نفسه عقدة مركبة من الحقد والانتقام دفعته إلى الغلو بتعذيب فريسته غلوا همجيا لا يطاق ، وعمار مقيم على صبره ، معتصم بثباته ، يجد النبي مواسيا له في محنته ، يزوره كلما ألم به عذاب أبي جهل ، فيمسح رأسه ، ويؤنس وحشته ويسأل الله تخفيف ما به فيقول : " يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم " . ويجد عمار برد هذا الدعاء في قلبه ، فيعتصم بالثبات ويقيم على الصبر . وبلغ به مرة حز الحديد ، ولفح النار ، وضغط الماء مبلغا لم يدر معه ما يقول : فلما أطلقه أبو جهل ، أقبل على النبي كئيب الوجه ، منكسر النفس ، دامع العين ، فقال له النبي : ما وراءك ؟ . قال عمار : ( شر يا رسول الله ، والله ما تركوني حتى ذكرت آلهتهم بخير ، وذكرتك بما تكره ) . قال النبي : " فكيف تجد قلبك ؟ " قال عمار : ( أجده مطمئنا بالإيمان ) قال النبي : " فإن عادوا فعد " ونزلت في عمار آية جديدة : { من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ، ولكن من
74
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 74