responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 72


هنا بأطراف الحراب ويلذعونهم من هنا بأطراف المشاعل ، وأبو جهل قائم على رؤوسهم يقول لهم : لا ينجيكم مما أنتم فيه إلا ثلاث : سب محمد ، والبراءة من دينه ، والرجوع إلى ( اللات والعزى ) . وهم أرسخ ما كانوا ، يسبون اللات والعزى ، ويذكرون الله والرسول أطيب ذكر وأرضاه ويستزيدون من عذاب أبي جهل ، فإذا رأوا الرسول مقبلا إلى مواساتهم بنفسه ، عقد الحب والإيمان لساني عمار وسمية ، وانطلق لسان ياسر متوجها إلى النبي يهون عليه ما نزل بهم فيقول : ( الدهر هكذا ) . ويجلس النبي القرفصاء عند رؤوسهم يمسحها بيده الكريمة ويقول رفيقا حنونا : " صبرا آل ياسر ، إن موعدكم الجنة " ويرفع طرفه إلى السماء فيقول : " اللهم اغفر لآل ياسر ، وقد فعلت " .
ويجلس النبي ما يجلس إلى جنبهم ، ثم ينهض لشأن من شؤون الإسلام ، فيودعهم متجلدا صابرا ، وإن الألم لهم ليحز في نفسه ما يحز الحديد في جلودهم ، فإذا انصرف جن جنون أبي جهل واحتدم غيظه ، وأمرهم بخصاله الثلاث : سب محمد ، والبراءة من دينه ، والرجوع إلى اللات والعزى . ولكنه وجدهم أثبت ما كانوا ، وما ندري ما الذي أخرجه عن طوره بعد انصراف أبي القاسم - صلى الله عليه وآله - تثبيت محمد قلوب هؤلاء الأبطال بتفقده إياهم ، ودعائه لهم ؟ أم كبرياء هؤلاء الأبطال على العذاب وتمردهم على الألم ؟ أم استخفافهم بأبي جهل ، وسبهم لآلهته ؟ أم هذه الأسباب كلها

72

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست