نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 69
الجفاء والغلظة والقسوة ، وزين له ما جهد ببذله ظنه أن التنكيل المنكر الفاحش يرفع معنوية هؤلاء الأنصار ، ويخيف من ورائهم المسلمين والميالين إلى الإسلام فيصدهم عن الإيمان ، ويردهم إلى الشرك ولو كشف له الغطاء لرأى غير ما قدر ، ووجد أكثر هؤلاء المحتشدين من أنصار آل ياسر ، وممن يتلقون عبرة الصبر في سبيل الحق ، وممن تغريهم الفتنة بذوق هذه الحلاوة التي تصبر هذا الكهل وتصبر أبويه الشيخين على مثل هذا العذاب ، ولكن أنى لرعونة الطاغية - كل طاغية - أن تستشف مثل هذه الحكمة ، أو تنفذ إلى قرار هذه النفوس . ولما قدم الزوجان الصالحان إلى جلادهما قال : كيف وجدتما وعد محمد أيها الخائنان ؟ فقال ياسر : هذا ما وعد الله ورسوله . وقالت سمية : صدق الله وصدق المرسلون ، ثم لم يزيدا . قال أبو جهل : أتلعنان محمدا وتثنيان عل آلهتنا فتسلما ؟ أم تغدوان على عذاب لم تسمع بمثله الأذن ، ولم تر مثله العين ؟ قال ياسر : هذا ما وعدا الله ورسوله . وقالت سمية : صدق الله وصدق المرسلون . قال أبو جهل : لا تطيلا اللجاجة . أنا أخير كما بين عبوس العذاب ، وابتسام السلامة فكونا عاقلين ولا تتبعا هذا الأحمق الذي ولدتماه شؤما عليكما وعلى بني مخزوم ، قال ياسر : هذا ما وعد الله ورسوله . وقالت سمية : صدق الله ، وصدق المرسلون . قال أبو جهل لغلمانه هذه المرة : أذيقوهما صبوحهما الطيب ، ثم ارفعوهما إلى مثوى عمار ، لينتظرا معه غداءهما
69
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 69