responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 43


كرامتهم ، حين دعاهم محمد إلى إنقاذ هذه الكرامة . فلوموا أنفسكم إذا كان لا بد من لوم ، واغضبوا عليها إذا كان لا بد من غضب . هذا رأيي فيما أنتم فيه من أمر هؤلاء المستضعفين ، أعلنه إليكم على حقيقته وليس فينا غريب ، فتدبروا الخطة على نوره ، وأما ما رماني به ابن خلف ، فلا أعتذر منه ، ولا أرجع عنه إذا خلونا للحقيقة ، إن لمحمد بعمه وجده فينا لمكانا لا يرقى إليه أحد في قريش ، وله بنفسه مكان فوق ذلك ، وهما مكانان لا يستقيم الارجاف بهما قبل الإعذار ، ولا ينهض التنكر لهما إلا بالإنصاف . وقد زعمتم أن محمدا شاعرا ، وأنه كاهن ، وأنه ساحر ، وأنه مجنون ، وهي مزاعم لا تلبث إلا ريثما يخرج محمد إلى الناس ، فإذا خرج تبينوا بطلانها ، ثم تبينوا ببطلانها افتئاتكم على محمد وعلى حقه ثم خرجوا من هذا وذاك أصدقاء لمحمد ، وأعداء لكم ، وهكذا تنصرون محمدا من حيث أردتم خذلانه ، وتنفعونه من حيث أردتم ضرره ، لهذا أنكرت أن يكون ما يلقيه محمد شعرا ، وأنكرت أن يكون ما يلقيه محمد سجعا ، وأنكرت أن يكون ما يلقيه محمد نفثا ، وأنكر أن يكون ما يلقيه محمد هذيانا ، وأردت من إنكاري المكرر أن تكونوا في حربكم محمدا عقلاء تزعمون زعما يقف على قدميه بين الناس ، وأن تقدروا قوة صاحبكم حق قدرها لتتجهزوا لها بما يفوقها أو يكافئها ، فإن حربا تقوم على الغرور والغباء في جانب ، وعلى التواضع والدهاء في جانب آخر ، لحرب منتهية قبل الاشتباك .

43

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست