نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 26
أترى تقر أعين الناس وتطيب نفوسهم بما تنكر الأعين والأنفس ، من استرقاق الرقيق ، واستضعاف الضعيف وامتصاص الجهود باسم آلهة هي أشد رقا من الرقيق ، وأعظم ضعفا من الضعفاء ؟ . فقال له أبوه : قد أعلم ما تعلم يا بني ، وأوقن بما توقن ، وأزيد فأسمي لك نفرا من العبيد والأحلاف وبعض أبناء البيوت يشوكهم ما يشوكك ، ولكن أكتم هذا في نفسك ولا تجاوزه إلى أحد ممن في هذا الوادي . إن يذع عنك هذا النقد يثر عليك وعلي شرا لا تقدر على دفعه ، ولا تقوى على تحمله ، وتعلم يا بني أن لهذا ( البيت ) ربا يحميه ، ويكشف عنه كل ضر ، أنت لم تكن يوم الفيل ، فقد كنت رضيعا ، وكنت أنا وشهدت يومه فيمن شهده ، ورأيت كما رأى الناس عجبا . رأيت سيد قريش : عبد المطلب بن هاشم ، يأمر أهل مكة أن يخلوا بين ( أبرهة ) الحبشي وبين ( البيت ) ولم يكن له ولا لقريش قبل بلقاء جيشه الجرار المنظم ، ورأيته مطمئنا يذيع الطمأنينة في أهل مكة ويعدهم النصر دون قتال ، وكنت يائسا - ولا أكتمك - من مكة مع اليائسين ، شاكا بوعد عبد المطلب مع الشاكين ، ولكني رأيت بأم عيني هذه جيش ( أبرهة ) ممزقا شر تمزيق ، منكلا به شر تنكيل ، فما كاد يوعز الحبشي إلى جيشه بالهجوم حتى غام الجو واضطرب ، وأخذه مخاض شديد ، ثم أقبلت من مجاهله سحب من طير غار تحمل في مناقيرها وأرجلها حصى صغارا ثم ترمي الجيش المعتدي من
26
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 26