نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 236
قوى مركزه ، وأطمعه بإمكان تحقيق الخرافة من ترشيح نفسه للخلافة وهو على ذلك رابط الجأش ، متوازن الخطى ، مطمئن النفس ، لا يهوله ما يقرأه في مقدمات المعركة من نتائج فاسدة ، ولا يتعاظمه ما يراه من هبوب الزمن في وجهه هبوبا منكرا فظيعا ، بل يقبل على أمره بأناته وإمهاله خصمه حتى يتبين العذر واضحا في قتاله ، وحتى تكون تبعة القتال الناشب في عنق ( القاسطين ) الظالمين ، كما كانت في عنق ( الناكثين ) الطامعين ، وكما ستكون من بعد في عنق ( المارقين ) الخارجين . واستشار أصحابه بعد كتب ترددت بينه وبين معاوية ، فأشاروا عليه بالانتظار عامه ذاك في الكوفة ، إلا عمارا والأشتر وعدي بن حاتم الطائي الكريم المشهور ، وشريح بن هانئ . قال عمار : ( يا أمير المؤمنين . إنما بايعناك ولا نرى أحدا يقاتلك فقاتلك من بايعك ، وأعطاك الله فيهم ما وعد في قوله عز وجل : ( ومن بغي عليه لينصرنه الله ) وقوله : ( ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ) وقد كانت الكوفة لنا والبصرة علينا . فأصبحنا على ما نحب بين ماض مأجور وراجع معذور ، وإن بالشام الداء العضال رجلا لا يسلمها أبدا إلا مقتولا مغلوبا ، فعاجله قبل أن يعاجلك ، وانبذ إليه قبل الحرب ) . وتكلم الأشتر ومن على هذا الرأي بمثل ما تكلم عمار ، ثم بلغ عليا أن معاوية جهز جيشه للقتال فتجهز بتسعين ومئة ألف
236
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 236