نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 215
الأحزاب ، وأفسدت الآراء ، ولم يكن أحد أولى من عمار أن يتأثر بعوامل هذه الأحداث ، في مضطربها العنيف هذا ، وكان من أقرب آثارها منه ، وأسرعها إليه أن تكشف منه عن ( شخصية ) الداعية وواضح بعد ذلك أن لهذه الشخصية أدوات ليس منها الصمت ، على أنه لم ينفجر صمته منذ اليوم ، بل رأيناه منفجرا منذ العهد العثماني ، فإن لاحظنا اختلافا في لهجته بين السلب والإيجاب ، فإن جوهره واحد يستمد استقامته من شخصيته هذه : شخصية ( الداعية ) . بلغ عمار القمة من ثقة الناس وتقديرهم بسبب ما أرسل النبي فيه من ثناء ، وبسبب ما قدمه عمار من استقامة في السلوك ولكن عمارا كان يرى استقراره في هذه القمة لا يتم إلا بالإخلاص لعلي ، والنصح له والتضحية في سبيله ، وكان يرى أن عمره المديد الحافل بالمشاق والأمجاد إنما كان تمهيدا لدوره الحقيقي الذي بدأ يمثله في عهد علي ، وقد حدثه النبي عن نفسه وعن غيره وألقى إليه أمورا في نفسه وفي غيره ، وقد تحقق ما حدثه به النبي وما ألقاه إليه كله إلا حديث مصرعه بيد الفئة الباغية ، فماذا يدخر أخلد من هذا المصرع ؟ وماذا يأمل بعد التسعين ؟ وهذه الفتن هابة ، وهو علامة الحق في نظر الناس ، وعلي هو الحق في نظره ؟ لا صمت بعد اليوم ، ولا تقية ، ولا احتياط ، قال ذلك في نفسه وانهمر كلمة عذبة صارمة ، وحركة خفيفة نشيطة ، ونضالا نضال اليد واللسان .
215
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 215