نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 20
القلب ، وصحة العقل وملاحة الوجه ، وعفة النفس وطهارة الذيل . وأما أبوه ، فياسر بن عامر ، عربي عنسي مذحجي قحطاني يماني ، أقبل من اليمن مع أخويه : مالك والحارث ، يلتمسون أخا رابعا لهم كان قذف به قدر من أقدار الحياة الكثيرة المصطلحة يومذاك على اليمن تفرق أهلها ، وتبعثرهم هنا وهناك ، وتنفرهم من وطنهم الذي ألح عليه الجفاف ، وابتلاه فساد الحكم بالقحط والمحل والبطالة ونضوب العيش ، فيهاجرون منه أفرادا ويهاجرون منه جماعات بحثا عن الرزق ، وتنقيبا عن العمل . وكانت مكة مهجرا تترى إليه الوفود اليمانية منذ تفرقوا على أيدي سبأ . أمتها جرهم الثانية وأمتها خزاعة ، وحكمتاها واحدة بعد الأخرى غالبتين على حكمها أهلها من بني إسماعيل ، حتى استعادها ( قصي ) بن كلاب ( 400 م ) ، واستأنفها مضرية . وأم غير جرهم وخزاعة غير مكة من الحجاز فعمرت يثرب بالأوس والخزرج ، وأم غير هؤلاء وأولئك غير الحجاز من العراق والشام واليمامة ونجد والعروض منتشرين كالجراد يملأون فراغ الجزيرة العظيمة ، ويزودون هلالها الخصيب بما حملوه من كثافة ، وما نقلوه من ثقافة وأوضاع . وكانت مكة تمتاز على جميع هذه المهاجر بأنها دار أمن لا يأتيه الخوف من بين يديه ولا من خلفه ، وبأنها دار رخاء لا
20
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 20