نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 182
استطاعوا إعفاء الأمة من تجربة ستدفع التاريخ في غير مجراه الصائب ، فلا يصلح خطأها حتى الانقلاب الدامي . ودوا أن يجنبوا الإسلام الغض أطماع هذه التجربة ، التي ستسحب أنظمته المبنية على التكافؤ والمساواة من حياة الناس الواقعة ، وتجمدها تجميدا تجاريا يتلاعب بها تلاعب الأسواق بالبضائع ، وتدنيها بالتفسير وفق المنافع الخاصة إلى النسخ والمسخ والتشويه والاستبدال رويدا رويدا بأنظمة طبقية إقطاعية رأسمالية . ود عمار وإخوانه أن يتجنبوا ويجنبوا الإسلام والدولة هذه ( الكفرة الصلعاء ) - كما يقول عمار - ولكن تدابير الأحزاب المناوئة لحزبهم كانت أغلب قوة ، وأكبر سلطانا ، ولم يكن متضحا للرأي العام شئ مما توقن به هذه الخاصة من صفات هذا العهد وعيوبه ، وكان حمل الناس - كما هو دائما - على استجلاء خطأ لم يحدث بعد أمرا غير سهل ولا ميسور ، من أجل هذا أمر علي عمارا والمقداد ومن حولهما أن ينتظروا الأحداث مكتفين بالنصح ، وهو أقصى ما يمكنهم في هذه الحال . فانتظروا ولكن انتظار الثائر في حماسة إيمان ، ومضى الحاكمون يقدمون لعمار وإخوانه من الأحداث أدلة على صواب معارضتهم ، وهدى سبيلهم . يزعم المؤرخون أو بعضهم أن الحكم الأموي استتر خلف وجه عثمان ست سنوات قبل ظهوره مستبدا عاطفيا مستأثرا .
182
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 182