responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 163


وكانت في نفس عمر خطة أحكم تصميمها وطواها إلى أن يحين وقتها ، وهذا أجل نشرها قد وافاه ويوشك أن ينقضي ، فلا ينبغي أن يؤخره عن فرضها هول النزيف ، ولا روع اليأس من الحياة ، وليس بمنجيه استهوال أو يأس ، ولكنه أراد قبل فرضها أن يمتحن نفوذه وهو على فراش الموت ، هل بقيت منه بقية تلزم الناس بالطاعة ، وتخضعهم لرأيه في الحكم ثالث مرة ، وآخر مرة ، إنه معتزم منذ حين بعيد أن يمسك بدفة الحكم ويسيطر على مسيره حيا وميتا ، ولكنه يعلم أن نفوس القادة من الطامحين إلى الخلافة لا تصفو له ، ولا يخامره ريب بأن مصرعه على يد هذا الغلام الفارسي المغمور إنما هو نتيجة مؤامرة متقنة ، وأنى لغلام كأبي لؤلؤة أن يجرأ على مذل الأكاسرة والقياصرة ، إذا لم تسنده قوة من قوى ( المدينة ) ذاتها أو يدفعه خصم من خصوم عمر ، إن لم يدفعه كل خصوم عمر ، وهم عقول المسلمين وذوو الخطر في الدولة ؟ وقد يحقق - علما أو ظنا - الوجه المختبئ وراء وجه أبي لؤلؤة ، ويرى إلى اليد الكامنة في قبضة هذا المجرم الصعلوك الضحية ، ولكنه لم يكن بسبيل من القصاص ، ولا في صدد إدانة المعتدي الحقيقي الذي لا تتسع حياته للكشف عنه والانتقام منه ، وإنما هو إزاء خطة يريد تطبيقها ، وإن انتفع بها المجرم المقنع ، فالمشكلة إذن إنما هي مشكلة نفوذه المتصل بتطبيق سياسته ، لا مشكلة مصرعه التي لم يبق محل للاهتمام بحلها ، وهذا الدم ينزف دافقا من طعنات أبي لؤلؤة ، فالدم

163

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست